لم تكن الندوة التي نظمتها مكتبة ديوان بالزمالك، للاحتفاء بالطبعة الثانية من رواية الأديب ناصر عراق "العاطل" بالعادية، ربما لكون عراق من الشخصيات المعروفة على المستوى الثقافي والصحفي في مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة، التي يعيش فيها منذ سنوات طويلة. فبالإضافة إلى حضور عدد كبير من الكتاب والصحفيين، حضرت أيضاً فلور مونتانارو، منسقة الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر"، والتي صعدت فيها "العاطل" إلى القائمة الطويلة ضمن ثلاث عشرة رواية عربية أخرى. كما توج الحضور، ظهور وزير الثقافة الدكتور شاكر عبدالحميد المفاجئ، والذي تحدث عن العلاقة التي ربطته بعراق في دولة الإمارات، عندما كان يعمل أستاذاً في جامعة العين، وأكد على صدق مواهب ناصر المتعددة والتي شملت العمل الصحفي والفن التشكيلي وأخيراً العمل الروائي الذي أبدع فيه. افتتح الندوة الكاتب الصحفي مصطفى عبدالله الذي لعب دور الفارس الخفي وراء صدور "العاطل"، فلقد تحمس لها وهي بعدها مخطوطة ورقية، وقدمها إلى الناشر محمد رشاد، حيث يقول: " كنت مدركاً لأن الناشر غالباً ما يبدأ الحديث مع من يطرق بابه بالتهرب لأنه مزدحم بالارتباطات، لكنني مع ذلك قدمت له مخطوطة"العاطل" طالباً منه أن يقرأها بنفسه، ويبلغني بقراره، وبالفعل راقت له الرواية، وصدرت في زمن قياسي، لتصبح الأكثر مبيعاً في معرض الشارقة للكتاب في دورته الثلاثين، وتنفد طبعتها الأولي في زمن قياسي، لتصدر اليوم في طبعتها الثانية". يستعرض مصطفى عبد الله أيضاً الرواية في عجالة قائلاً: "إذا أراد أي قارئ عربي أن يدخل كواليس حياة الأجانب في مدينة كوزموبوليتانية باتت حلم كل واحد مثل "دبي" فعليه أن يقرأ رواية "العاطل" وهو صفة بطلها، الذي التقاه مؤلفها بمحض الصدفة علي أحد مقاهي "دبي" فألهمه فكرتها دون أن يدري أنه صاحب الفضل الأول في تأليفها" قدم كل من الناقدين حسام عقل وأحمد حسن أيضاً مراجعتين نقديتين سريعتين، كان أبرز ما فيهما التركيز على ارتباط اسم الرواية بصفة بطلها، الذي هو عاطل عن كل شيئ، العمل، والفعل الجنسي، والفعل الحياتي بشكل عام، كذلك ألقيا الضوء على استخدام عراق للمنهج الفرويدي في التشريح النفسي لأزمات البطل وكذلك في الحلول التي يبحث عنها. أما عن السرد فقد أكدا أن الرواية لا تستخدم أسلوباً حداثياً بل تتبع الأسلوب التقليدي المتعارف عليه، ما يجعلها قريبة للفهم والاستيعاب السريع بالنسبة للقارئ العادي، لكنهم أكدا على ان عراق أنهى الرواية بنفس المقطع السردي الذي بدأ به، ما يجعلها رواية دائرية من حيث الزمن، إضافة إلى استخدامه لتقنية الرواي العليم بكل الأمور والذي يشرح ما لا يستطيع البطل نفسه التعبير عنه، حضر الندوة أيضاً الناشر محمد رشاد الذي عبر عن سعادته بنشر "العاطل"، وكيف أنها كانت مفاجأة بالنسبة له، وتمنى أن تقوم علاقة جيدة بين الكتاب والناشرين من أجل مصلحة العمل، ومن أجل إثراء حركة النشر واستعادة سوق الكتاب لوهجة وقوته السابقة.