إستعرض مركز أبحاث بريطاني استراتيجية ايران بعد محادثات جنيف، واصفا التغيير الذي طراء على توجهات طهران بالايجابي. فى هذا الاطار فقد نشر مركز ابحاث "بيكام" البريطاني مقالا بقلم مدير مركز الدراسات الايرانية في جامعة تل أبيب "ديفيد مناشري" استعرض فيه استراتيجية الحكومة الايرانية الجديدة بقيادة الرئيس "حسن روحاني". وفيما يلي ما جاء في المقال: **محادثات جنيف المؤشر الثالث على تغيير توجهات ايران ويرى مناشري ان محادثات جنيف هي المؤشر الثالث على تغيير توجهات ايران خلال الاشهر الاخيرة، حيث ان المؤشر الاول تمثل في اختيار روحاني رئيسا للبلاد، والثاني مواقفه الايجابية في الاممالمتحدة فضلا عن تصريحات وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في خصوص الموضوع النووي الايراني. **ايران تتجه نحو طريق جديد ويشير المقال الى ان رسالة الجانب الايراني في نيويورك ومحادثات جنيف تركزت على ان طهران تسعى الى اعتماد توجه جديد، وذلك بسبب (ادعاء الكاتب) يأسها من الغاء الحظر وعزلتها العالمية واعادة قراءة مواقفها السابقة في خصوص الملف النووي. وينوه مناشرى الى سرية الاتفاقات التي تم التوصل اليها في محادثات جنيف ما يكشف عن دقة وحساسية العلاقات الايرانية الاميركية والموضوع النووي ويضيف: حين عاد الرئيس روحاني الى بلاده واجه استقبالا مختلفا. ففي حين رحب العديد بمواقفه التي اطلقها في نيويورك، انتقده البعض الاخر لاسيما الاتصال الهاتفي مع نظيره الاميركي باراك اوباما، واللقاء الذي جرى بين وزيري خارجية البلدين، ما يكشف عن ان ايران مستعدة لتقديم تنازلات بشان الملف النووي بدلا من تغيير توجهها حيال اميركا. **المشكلات والضغوط، دوافع تغيير التوجهات ويزعم الكاتب ان ايران لم تذهب الى نيويوركوجنيف لتعلن عن تغيير سياساتها النووية بشكل طوعي، بل ان المشكلات الاقتصادية والضغوط والحظر هي التي ارغمتها على ذلك. ويضيف ان اختيار روحاني كان بسبب عزلة ايران واقتصادها المنهار، حيث رفع الاخير شعارات انتخابية منها "ساعيد لكم قيمة عملتكم الصعبة وجواز سفركم". وتأسيسا على ذلك فان ايران تتوقع من الغرب ان يلغي الحظر المفروض عليها والذي يزعم صاحب المقال بانه الدافع الرئيس لتغيير التوجهات الايرانية. ويشدد مناشري على ضرورة الاتحاد في مواجهة ايران وتعزيز الضغوط (الموقف الذي يتفق عليه جميع الصهاينة) رغم التغيير الصادق الدي ابدته ايران على سعيد استراتيجيتها السياسية، وذلك لان هذا الامر بحاجة الى المزيد من الوقت، وخلال هذه الفترة فان اجهزة الطرد المركزي ستواصل عملها في ايران ما يشكل تحديا كبيرا للغرب. **ايران لم تسع ابدا لامتلاك برنامج نووي عسكري ويشير المقال الى ان المسؤولين الايرانيين لم يعترفوا ابدا بالسعي لامتلاك برنامج نووي عسكري، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو، هل يمكن الوثوق بهم ام لا؟ وهذا يعني ان هناك حاجة لجهود دبلوماسية من اجل ردم الهوة القائمة بين الجانبين. الجديد في هذا المجال هو ان الجانب الايراني تقدم بمبادرة جديدة، وهذا مؤشر على ان هناك ارادة جادة وصادقة للتغيير في التوجهات من قبل "ظريف" وفريقه على اقل تقدير، او بعبارة اخرى، فريق روحاني يحظى بدعم شخصيات ايرانية بارزة لها مكانتها على الساحة الايرانية. **مناهضة "اسرائيل" هوية ايران وردا على سؤال حول ان هوية النظام الايراني مبنية على مناهضة اميركا والكيان الصهيوني يزعم مناشري ان هذا التوجه ليس من مباديء ايران، وبناء على ذلك فان البعض يشعر بضرورة القيام بتغييرات. ويحاول المقال تقديم مقاربة بين العلاقات الايرانية الاميركية ومقارعتها للاحتلال الصهيوني وبين الموافقة على قرار انهاء الحرب المفروضة على ايران، ذلك القرار الذي وصفه مفجر الثورة الاسلامية (الامام الخميني"رض") بانه كان اسهل عليه ان يجرع السم بدلا من الموافقة عليه. هذا فضلا عن ان المسؤولين ملزمون بتوفير الرفاهية للناس، لان الثورة (حسب زعمه) لم تتفجر بسبب مقارعة اميركا بل لاجل المزيد من الحرية والكرامة والرخاء. ويتابع مناشري قائلا انه لا يعرف الى اي مدى يمكن للرئيس روحاني ان يقوم بتغييرات، وانه لا يصدر حكمه حول السياسات الايرانية الراهنة على اساس تصريحاته الحالية في خصوص "اسرائيل" ويضيف: لكن بناء على فلسفة الثورة الاسلامية فان الماركسية قد انهارت، والرسمالية في طريقها للانهيار، وان الايديولوجية الاسلامية هي التي ستسود العالم في المستقبل. وعلى اساس هذه الرؤية فان "اسرائيل" لا يحسب لها اي حساب، ولكن لا يجب التوقع بان تصدر تصريحات ملائمة حيال "اسرائيل" او يتم حذف شعار "الموت لاميركا" قريبا. **المشاكل الداخلية ارغمت ايران على اعادة النظر في توجهاتها ويؤكد مدير مركز الدراسات الايرانية في جامعة تل أبيب ان ايران لن تتراجع عن مبادئها، لكن المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها ارغمتها على اعادة النظر في بعض سياساتها، ومنها التركيز على حل مشاكلها الداخلية بدلا من التورط في نزاعات خارج الحدود (حسب تعبيره). **لاول مرة.. الامل بالتوصل لحل دبلوماسي بات جديا ويختم المقال بالتنويه الى ان الغرب يتوقع من ايران تغيير سياساتها، في حين ان ايران تتوقع من الجانب الاخر ان يلغي الحظر المفروض عليها ليخلص بالقول الى انه، ورغم هذه الخلافات القائمة بين الجانبين، الا انه ولاول مرة بعد فترة طويلة بات الامل جديا بالتوصل الى حل دبلوماسي للملف النووي الايراني.