خلطت وثائق سرية سربها موقع "ويكيليكس" الشهير بين ناشطين مصريين أجروا مقابلات مع مسؤولين بالسفارة الأمريكية في القاهرة في فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك وبين نشطاء تلقوا تمويلا سريا خلال السنوات الأخيرة. ووفق العديد من البرقيات الدبلوماسية التي سربها الموقع الشهير، فقد تلقى عدد من المنظمات الأهلية والحقوقية دعما مباشرا -بعضه دون تصريح الحكومة المصرية- من هيئة المعونة الأمريكية، كما تبين حرص السفارة الأمريكية على عقد لقاءات بعضها غير معلن مع شخصيات عامة مصرية ونشطاء وآخرين ساعين للتمويل وآخرين بغرض الاطلاع على الأوضاع الداخلية. وتشير الوثائق التي سربها "ويكيليكس" إلى إصرار السفيرة الأمريكية السابقة "مارجريت سكوبي" على السرية، ليست سرية اللقاءات فقط ولكن سرية بعض الأسماء التي أمدت السفارة بمعلومات وقراءات لمستقبل مصر السياسي. وكشف موقع "ويكيليكس" عن البرقية رقم 08CAIRO941 الصادرة من القاهرة والتي كتبتها السفيرة "مارجريت سكوبي" وتقول فيها: "السفارة في القاهرة مستمرة في تنفيذ أجندة الرئيس (الأمريكي) للحرية، ونحن على اتصال وثيق مع نطاق واسع من المعارضة السياسية ونشطاء الديمقراطية وحقوق الإنسان والصحفيين من الصحافة المستقلة والمعارضة علاوة على المدونين الذين يروجون للديمقراطية وحقوق الانسان". وتقول وثيقة أخرى وتحمل رقم (09CAIRO325) إن السفيرة "سكوبي" دعت عددا من النشطاء الآخرين الى حفلات استقبال وحفلات شاي ولقاءات خاصة في منزلها على العشاء أو الغداء للحصول على معلومات عن الأوضاع السياسية والحقوقية في مصر. ونشرت وكالة أنباء أمريكا "إن أرابيك" قائمة الأسماء التي وردت بالوثائق مع ظهور المزيد منها بالإضافة الى القائمة الحالية التي سربها "ويكيليكس" لمصريين أدلوا بمعلومات للسفارة الأمريكية أو تلقوا تمويلا وهم: هشام قاسم، مؤسس جريدة المصري اليوم، والفائز بجائزة الديمقراطية لعام 2007 الصادرة عن الوقف القومي الأمريكي للديمقراطية وهو مؤسس والعضو التنفيذي في جريدة المصري اليوم، أسامة الغزالي حرب، عضو نقابة الصحفيين المصرية، وكان عضوا في الحزب الوطنى الديمقراطي الحاكم سابقا وكان يحرر نشرة السياسة الدولية التابعة للأهرام، أنور عصمت السادات، عضو سابق في الحزب ويقود منظمة أهلية غير مسجلة علاوة على حزب كان غير مصرح به هو حزب الإصلاح والتنمية، حسن نافعة، الأكاديمي المصري المعروف، هالة مصطفى، الصحفية المصرية محررة منشورة الديمقراطية التابعة لمؤسسة الأهرام القاهرية، لدكتور حسام عيسى، عضو الحزب الناصري وأستاذ القانون،داليا زيادة، ناشطة ومدونة تمثل في مصر منظمة شيعية أمريكية اسمها "الكونجرس الإسلامي الأمريكي"، وكانت مقربة من الرئيس الأمريكي جورج بوش، هشام البسطويسي، قاض سابق رشح نفسه للانتخابات الرئاسية في مصر، حسام بهجت، مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية والتي تسعى للترويج لحرية العقيدة بين المسلمين والمسيحيين وهو ايضا عضو اللجنة التوجيهية فى مراقبة سياسات الميول الجنسية المدافع عن حرية الميول الجنسية، جميلة إسماعيل، الناشطة والزوجة السابقة لأيمن نور أحد مرشحي الرئاسة المصرية، نجاد البرعي، مدير منظمة الممولة المتحدة من برنامج مبادرة الشراكة الشرق أوسطية التي أطلقها الرئيس السابق جورج بوش، حافظ أبوسعدة، مدير المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، منى ذوالفقار، عضو المجلس المصري لحقوق الإنسان والمقربة من سيدة مصر الأولى سابقا سوزان مبارك، مايكل منير، رئيس الرابطة الأمريكية للأقباط ومؤسس المنظمة غير الحكومية المصرية، المسماة "يدا بيد" التي تعمل على تعزيز القاعدة الشعبية السياسية المشاركة في مصر، وائل نوارة، حزب الغد، إنجي حداد، مديرة المنظمة الإفريقية المصرية لحقوق الإنسان، غادة شهبندر رئيسة منظمة لمراقبة الانتخابات "شايفنكم"، باربارة سعد الدين إبراهيم، الزوجة الأمريكية للناشط المصري الأمريكي سعد الدين إبراهيم والكاتب في جريدة المصري اليوم الخاصة، أحمد سميح، مدير معهد الأندلس للتسامح ومكافحة العنف ومحرر في راديو حريتنا على الإنترنت، مازن حسن، مديرة منظمة نظرة للدراسات النسوية، حمدي قناوي، موظف في منظمة الإصلاح القانوني العقابي العربي والعضو المؤسس للمركز العربي للتوثيق وملاحقة مجرمي الحرب من الناحية القانونية، دعاء أمين، تنفيذية ومدربة في معهد الأندلس للتسامح ومناهضة العنف، وحقوق الإنسان، مروة مختار، ناشطة في مجال حقوق الإنسان، ناصر أمين مدير المركز العربي لاستقلال القضاء، عمرو الشوبكي المحلل السياسي من مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية وأحد الأعضاء المؤسسين لحركة كفاية. وكذب النائب محمد عصمت السادات ما تردد عن تلقيه دعما ماليا من السفارة الأمريكية، معتبرا ذلك جزءا من حملة تشويه تستهدفه ونشطاء سياسيين في الوقت الراهن. وقال السادات، في تصريح خاص ل "المشهد": "الحديث عن التمويل جزء من حملة منظمة لتشويه القيادات الساسية في مصر"، غير أنه لم يحدد الجهة التي تقف وراء ذلك. و ذكر السادات أنه التقى بالفعل بالسفيرة الأمريكية السابقة مارجريت سكوبي في إطار عادي ، مضيفا أن كثيرين التقوا بها دون أن يعني ذلك أنهم يتلقون تمويلا من السفارة الأمريكية.