بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتعبير عن شعوره بالفخر قائلاً "أشعر بالفخر لوقوفي أمامكم اليوم لتمثيل مواطني إسرائيل، فتاريخنا بدأ قبل 4000 سنة تقريباً حينما قام إبراهيم واسحاق ويعقوب قصتنا، تخطينا وقتاً طويلاً جداً وتاريخ ممتد، وصعوبات معقدة، وأقمنا مرة أخرى دولتنا القومية على أرض آبائنا أرض إسرائيل، فتاريخ الشعب اليهودي علمه ألا يفقد الأمل أبداً، واليوم هذا الأمل يتحدى إيران النووية المهتمة بتدميره". وتحدث نتنياهو عن الصداقة التاريخية بين الشعبين الفارسي واليهودي وقال "هذا النظام أضاع أمل الشعب الإيراني في الديمقراطية وبدأ في الدعوة لموت اليهود". وأستطرد نتنياهو "الرئيس الإيراني مثل كل من سبقه فهو يخدم هذا النظام وفاز من بين ستة مرشحون الذين سمح لهم النظام أن يخوضوا الإنتخابات، وخسر 700 أخرون، إذن ما الذي جعله يتنافس على الرئاسة، أقول لكم بأنه رأس مجلس الأمن القومي لإيران منذ 1989 إلى 2003 ومنذ تلك اللحظة كانت رسائلهم عنيفة لكل من يحاول أن يثور ضدهم، واغتالوا اليهود في بوانس آيرس -مدينة بلغارية -، قتلوا القوات الأمريكية في السعودية، ونحن المطلوب مننا أن نصدق أن روحاني رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني في كل ذلك الوقت لم يعرف شيئاً عن هذه الهجمات". وأضاف "روحاني أيضاً كان رئيس فريق المفاوضات بشأن النووي الإيراني - أيام أحمدي نجاد - وهو من وضع استراتيجية إيران النووية وكل ما يتعلق بالنووي الإيراني يتضح في اختلاف واحد فقط وهو "أن أحمدي نجاد ظهر في وجه ذئب، أما روحاني فهو ذئب بوجه حمل". وتحدث نتنياهو عن تناقض واضح بين تصريحات روحاني وأفعال إيران قائلاً "روحاني وقف على هذه المنصة قبل أسبوع وأثنى على الديمقراطية الإيرانية، ولكن هذا النظام يمثل بجثة كل من يحاول أن يعارضه سياسياً، وتحدث أيضاً عن المأساة الإنسانية في سوريا ولكن إيران تشارك في المذابح التي تحدث في سوريا، وأدان أيضاً الإرهاب ولكن في الثلاث سنوات الأخيرة خططت إيران ونفذت عمليات ارهابية في 25 مدينة". وأضاف "روحاني وعد بمفاوضات جادة مع الدول الأخرى ولكن ممثلين إيران حاولوا اغتيال السفير السعودي في واشنطن، وقبل ثلاثة أسابيع تم القبض على عميل إيراني جمع معلومات عن سفارة أمريكا في إسرائيل، وكنت أود في الحقيقة لو أستطيع مشاركة روحاني فيما يقول، ولكن الموجات التي قادتها إيران في الفترة الأخيرة موجات عنف وإرهاب فقط". "سيداتي سادتي، تمنيت لو أنني أستطيع تصديق روحاني ولكنني لا أستطيع، تلك هي الحقيقة، ففي الأسبوع الماضي قال روحاني إن إيران لم تختار السرية والصمت فيما يتعلق بالنووي الإيراني، وفي 2002 كُشفت إيران وهي تنتج بشكل سري أجهزة طرد مركزي تحت الأرض وفي 2009 أعادت وبنيت مفاعل نووي". وأكمل "لماذا دولة تريد الطاقة النووية للأهداف السلمية تقوم ببناء مفاعلات نووية تحت الأرض بشكل سري، وما سبب أن بها موارد طبيعية كثيرة للغاية مثل النفط في حاجة إلى بناء مفاعلات نووية؟!، فلماذا تزعم بأنها تحتاج للنووي للأهداف السلمية وهي لم تتوقف عن انتهاك قرارات مجلس الأمن وتعاني من عقوبات قاسية على اقتصادها، وما سبب أنها تنتج صواريخ بالسيتية عابرة للقارات". وأجاب نتنياهو على تلك الأسئلة قائلاً "الإجابة بسيطة، فإيران لا تطور النووي للأهداف السلمية ولكنها تطوره لإنتاج أسلحة نووية، فمنذ انتخاب روحاني والبرنامج النووي الإيراني يسير في طريقه بدون أي ازعاج، سيادتي سادتي مفاعلات نووية تحت الأرض، أجهزة طرد مركزي متطورة، مياه ثقيلة، صواريخ باليستية، وليس صعباً أن نبحث عن دلائل لنثبت أن إيران تنتج برنامج نووي عسكري ولكن من الصعب ألا نجد لإيران أي دلائل على عدم وجود أسلحة نووية". وذكر نتنياهو بخطابه الماضي أمام الجميعة العامة للأمم المتحدة قائلاً "إيران تريد أن تكون في الوضع الذي يسمح لها بانتاج قنبلة نووية قبل أن يهتم المجتمع الدولي بذلك أو يحاول منعه، فالأزمة الكبرى لإيران هي العقوبات التي تعيق طريقها لإنتاج قنبلة نووية، والطريق الوحيد لمنعها من ذلك تهديد عسكري حقيقي مع فرض عقوبات قاسية، وأكد على أن هذا الطريق هو الذي ألحق الضرر بإيران، فهي تريد أن تلغي العقوبات الإقتصادية ولكن لاتريد أن تتخلى عن برنامجها النووي من أجل ذلك، والإستراتيجية الوحيدة لذلك هي ابتسامة روحاني، واسترتيجية أخرى لروحاني وهي أن يقدم أشيائاً غير حقيقية لإلغاء العقوبات والتأكيد على أنه لإيران سيظل مادة نووية تضمن لها الحفاظ على انتاج قنبلة نووية في الوقت الذي تختاره". وأضاف نتنياهو "روحاني استطاع أن يخدع العالم مرة واحدة ويظن أنه يستطيع فعل ذلك مرة أخرى، فروحاني يعتقد أنه يستطيع أن يمسك الكعكة الذهبية ويأكلها أيضاً، فكوريا الشمالية أكدت مراراً وتكراراً على أن برنامجها النووي للأهداف السلمية ووعدت بتنازلات من أجل التسوية ونجحت بعد ذلك في انتاج قنبلة نووية". وأشار إلى أن "إيران النووية تستطيع أن تأخذ العالم كرهينة لها، وأن تجعل الشرق الأوسط غير مستقر، وهذا ما سيجعل التهديد بالنووي أمراً حقيقياً، أعرف أنه يوجد في المجتمع الدولي من يظن أنني أبالغ، ولكننا نسمع تلك النداءات من إيران "الموت للولايات المتحدة"، و"الموت لإسرائيل"، هناك من يظن أن الدعوات لمحو إسرائيل هي كلمات فقط ولكن من يظن ذلك لم يتعلم من التاريخ". "أعرف ان العالم سئم من الحروب ونحن في إسرائيل أيضاً نعرف ما معنى الحروب جيداً ولكن لكي نمنع الحرب غداً لا بد أن نكون مصرون على منعها اليوم، فالحل الدبلوماسي الوحيد الذي سيؤتي ثماره هو أن تتخلى إيران مطلقاً عن برنامجها النووي، فالرئيس الأمريكي قال بأن الكلمات التصالحية من جانب إيران لابد وأن تتماشى مع أفعالها والحل الدبلوماسي يجب أن يلزم إيران بأربعة أشياء، الأول أن تتوقف إيران عن تخصيب اليورانيوم، والثاني ان تخرج إيران كل اليورانيوم المخصب من أرضها، والثالث أن تفكك كل ما يتعلق بالمفاعلات النووية، والرابع ايقاف أي عمل في مفاعلات المياة الثقيلة التي تنتج البلاتينيوم، فكل هذا يمنع إيران من انتاج قنبلة نووية، وسيوجد من سيوافق أن تبقى لإيران قدرة أساسية لتخصيب اليورانيوم وأقترح عليهم أن يستمعوا لتصريحات روحاني حين قال "دولة تستطيع أن تنتج اليوارنيوم ب3% فقط تستطيع أن تخصبه بأكثر من ذلك بكثير، وهذا هو السبب من تفكيك إيران من برنامجها النووي فوراً". وأنهى نتنياهو خطابه بأن العالم لا بد وأن يحافظ على العقوبات المفروضة على إيران وزيادتها إذا استمرت إيران في تطوير برنامجها النووي،و قال "لا توافقوا على اتفاق جزئي، الغوا العقوبات من عليها إذا وافقت أن تتخلى تماماً عن برنامجها النووي، أصدقائي في المجتمع الدولي إذا أردتم منع إيران من تطوير برنامجها النووي لا تضعفوا من ضغطكم عليها كلما كان الضغط كبيراً كلما كانت الفرصة أكبر، فإسرائيل لن توافق أبداً على انتاج سلاح نووي لنظام يريد طوال الوقت أن يمحونا من الخريطة، ولن توافق على شيء إلا أن تدافع عن نفسها، وإذا أجبرت على أن تقف وحيدة ستقف وحيدة ولكن حين نقف وحدنا نعرف أننا ننقذ حياة أخرين".