من ناصر للسيسي.. التاريخ الدموي لكرداسة معقل الجماعات الإرهابية

اقتحمت قوات الأمن اليوم الخميس، مدينة كرداسة لتطهيرها ممن وصفتهم بعناصر مسلحة تسيطر عليها وسيطرت على قسم الشرطة بعد قتل مأمورها في أغسطس الماضي.. لمعارضي النظام في كرداسة تاريخ طويل مع العمليات العسكرية منذ عهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر انتهت باقتحام عسكري للمدينة بعهد الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع.

كرداسة قرية من قرى محافظة الجيزة وتقع على مقربة من أهرامات الجيزة، مساحتها حوالي سبعة كيلومترات وتعتبر أكبر قرى إقليم القاهرة الكبرى وأكثرها كثافة سكانية، زحف عليها العمران السكني فتقلصت رقعتها الخضراء.

ولكرداسة شهرة عالمية اكتسبتها من صناعة الملابس والنسيج اليدوي الذي غزا كل بلاد العالم ولذلك يقبل السياح من كل الجنسيات على زيارتها وشراء منتجاتها اليدوية.

ولكرداسة تاريخ طويل يرجع إلى الفتح الإسلامي لمصر حيث ترجع تسميتها بهذا الاسم إلى أن جيش عمرو بن العاص رضي الله عنه، أقام الكراديس بها ومنه اشتق اسم كرداسة واستمر الجيش بها فترة من الزمن وتجد بكرداسة منطقة تسمى "الروضة" سميت بهذا الاسم لأن العديد من الصحابة دفنوا بها فصار اسمها روضة بسبب وجود هذه القبور التي لا أثر لها الآن.

ولهذا تعتبر كرداسة من أوائل المناطق التي دخلت في دين الإسلام مع بواكير الفتح الإسلامي لمصر.

وقد تعرضت كرداسة لحرب من نظام الرئيس الأسبق جمال عبد ناصر عام 1965وتحديدًا في 21/9/1965 عندما داهمت قوة من الأمن منزل سيد نزيلي العوضية أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وعندما لم يجدوه أصروا على اقتياد زوجته بالقوة فتدخل الأهالي وواجهوا الجنود وقتلوا جنديين.

جاء رد الفعل بتكوين قوات مشتركة من الحربية والداخلية وحاصروا كرداسة وحولوها إلى معتقل وتم اقتياد الرجال والنساء إلى مدرسة الوحدة بكرداسة.

وخلال هذه الفترة تم حظر التجوال لدرجة منع تشييع جنازات الموتى فكان الميت يشيعه أربعة فقط هم حملة النعش كما منع الدخول إلى القرية أو الخروج منها.