احبطتنى وبمرارة عدة مشاهد متوازية أسهمت في ضبابية الموقف الذي نعيشه هذه الأيام فلم يستطع اى طرف ان يقدم ما يوازى سقف تطلعات الشعب. أداء الجيش المصري في أحداث مجلس الوزراء لم يكن متطابقا مع التاريخ البراق لجيشنا العظيم. ايا كان الطرف الذي بدأ المشكلة, بكرة قدم او بغيرها, لم يكن هناك داع أبدا أن نستخدم كل هذه العنف حتى وإن اقتحم المتظاهرون المجلس. وظيفة الجيش هي تأمين المنشآت وقد اقسم على ذلك لكنه اقسم قبلها على دماء أبناء الوطن فكيف يستبيحها بهذا العنف!!؟؟ وإن كان هذا الشاب قد اخطأ فلقوات التأمين كل الحق في القبض عليه ومحاكمته طبقا للقانون، قانون الدولة وليس الشخص كما حدث. هل هذا هو الجيش المصري... آم ميليشيات تدير الأمور وحدها؟ من يدير هذه القوات؟ من يعطيها الأوامر وبأي مبررات كل هذا الشحن النفسى والمعنوي ضد أبناء الوطن؟ كل هذا العنف المقصود؟ هل نمر الآن بمرحلة تغيير عقيدة القوات المسلحة ام ان العقيدة تغيرت بالفعل ونحن لا ندرى ضمن ترهات النظام السابق. هل تغير الجيش الذي طالما غنى له الشعب ووضعه فوق الأكتاف منذ ثورة يناير؟ لم التنصل من الثورة والثوار؟ نتذكر جميعا كيف كان بريق السادات في الشارع بعد حرب 73 وكيف قدم السادات تظاهرات 77 للرأي العام على انها "انتفاضة الحرامية" ورغم رصيده فى الشارع وداخل المؤسسة العسكرية كان نزول الجيش الى شوارع القاهرة "مشروطا" من جهة الفريق الجمصى بالرجوع فى القرارات التي أصدرها السادات بخصوص رفع الدعم ونزول افراد الجيش بدون ذخيرة لحماية المواطنين من اى تصرف خاطئ ولو بصورة فردية. مصير مجلس الشعب وأداء نوابه أصبح مجهولا للرأي العام. هل سيكون اغلبية تستطيع تشكيل حكومة جديدة؟؟ اى صلاحيات ستؤول إليه, هل تكون من نوعية صلاحيات الأب جنزورى؟؟ بالتبعية, اى مصير ينتظر اللجنة التأسيسية للدستور الجديد وكيفية إعدادها واختيار أعضائها. كل يوم يثبت المجلس العسكري ان لا شرعية لأي شرعية وان حتى إعلانه الدستوري لا شرعية له, لا شرعيه الا لفقيره الدستوري واهواء بعض من أعضاء المجلس بتهليل بعض الاعلاميين. هل تتغير عقيدة احترام الشرعية فى مصر؟ ام انها سقطت فعلا بقبول تسليم السلطة غير الدستوري والغريب الذى تم بين مبارك والمؤسسة العسكرية؟ القوى السياسية أثبتت وبجدارة أنها لا تستطيع التخلي عن حلم الجلوس تحت القبة, أثبتت أن كل المقاعد لا يستحقونها. اكتسبت بدماء ومجهود الأحرار وان لا أحد صادق غير الدم. أين التغيير واحترام سيادة الشعب وانتم تهللون في مراكز الفرز نصر من الله وفتح قريب بينما الشباب الذى اعطاك فرصة الترشيح من الأساس تفتح رأسه الآن على يد ابناء جيشه. هل هذه هى الاهداف التي أنشأتم من اجلها الأحزاب, الجلوس فى المجلس الموقر؟ هل هذا هو الدفاع عن الشعب باطيافه وتلبية طلباته وسماع نبض الشارع؟ هل هذا هو رد الجميل لألوف من الذين اعطوكم الأصوات داخل الصندوق الانتخابى, بل اعطوكم الفرصة اصلا للتقدم بأوراق الترشح. الشعب المصري اثبت أن هناك قطاعا كبيرا من الناس وبشكل مؤكد ألغت حاسة من حواسها الخمس... البصر !!! وفقدت أهم نعمة من نعم الله.. التفكير والفهم. ان ترى الصورة او الفيديو و تحدد لنفسك من استعمل العنف؟ من اطلق الرصاص؟ من سحل خيرة شباب الوطن الاحرار وتعدى على نسائها الكبار؟ عندما تكون اللقطة الأساسية لقطاع كبير ممن رأوا بنت مصر الشريفة والغالية تتجرد من ملابسها وتسحل فى الشارع هو: العسكري ده مش لابس بياده ليه,!!!! غلطتها انها لابسة حاجة خفيفة فانقطعت !!!! الا تستحون؟؟ الا تشعرون بالنخوة؟ كيف وصلت بكم الحماقة إلى هذه الدرجة؟ لماذا الإصرار على تجاهل الحقائق؟ هل تعلم اننا فى شهر محرم (الشهر الذى حرم الله القتال فيه على المسلمين) ارجوك لا ترد: المسلمين بقى يا عم!! لماذا ينظر الناس الى المعتصمين من زاوية اولاد الشوارع (ولا تنتقص من ادميتهم شيئا) ولا ينظر من زاوية شباب واطباء وشيوخ ازهر. اعتقد البعض ان مفاهيم المصريين فى الإنسانية والإحساس والترابط فقدت قبل الثورة ثم جاءت الثورة لتضرب بهذه الاعتقادات عرض الحائط ويتغنى بها الجميع تحت شعار"ارفع راسك فوق أنت مصرى". منذ ثورة يناير والحالة هي: ضرب - إصابات - دهس مدرعات - اختناق - استشهاد، وفى الأخير يظل هذا القطاع لا يحرك ساكنا, اذا سحلت وضربت والدتك هل ستتحرك؟ أشك....لقد فقدت أغلى ما يعرفه الإنسان. وأخيرا أتمنى على المجلس العسكري وماسبيرو ووسائل الإعلام "الممنهجة" أن تبنى عقيدة احترام عقول المصريين. لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه