أكد الدكتور محمد إبراهيم - وزير الآثار - أن الوزارة ستقوم بمخاطبة الجهات الدولية؛ للمساهمة في ترميم مبنى المجمع العلمي المصري الأثري، بعد ما حدث له من تدمير جراء الحريق الذي نشب به منذ يومين، مشيرًا إلى أنه أرسل خطابًا إلى الدكتورة فايزة أبو النجا - وزيرة التخطيط و التعاون الدولي - لتفعيل العروض المقدمة من كل من الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، و الدكتور فريديريك ميتران - وزير الثقافة الفرنسي - للمساهمة في ترميم مبنى المجمع العلمي. و أشاد وزير الآثار - في تصريح له اليوم " الثلاثاء "- بالدور الهام الذي يقوم به الشيخ سلطان القاسمي في إثراء الحياة الثقافية العربية، و الحفاظ على الهوية العربية، مشيرًا إلى أنه ليس بغريب على الشيخ سلطان القاسمي وقوفه دائمًا خلف إثراء الحياة الثقافية العربية، خاصة في مصر. كما وجه إبراهيم الشكر إلى الدكتور فريديريك ميتران - وزير الثقافة الفرنسي - على عرضه لتجنيد طاقة مكتبة الآداب الفرنسية للمساهمة في ترميم مبنى المجمع العلمي. و أشار إلى أن وزارة الآثار سوف تقوم بترميم المبنى الأثري بعد هدوء الأوضاع بالمنطقة المحيطة به، موضحًا أن ترميم المبنى يستغرق حوالي عام، بتكلفة قدرها 5.2 مليون جنيه؛ لإعادته إلى ما كان عليه؛ صرحًا ثقافيًا عملاقًا، و مثالاً للعمارة الإسلامية الفريدة و المتميزة. و كان الشيخ سلطان القاسمي - حاكم الشارقة بدولة الإمارات العربية - قد بادر - في اتصال هاتفي عبر برنامج العاشرة مساء بقناة دريم المصرية من العاصمة الفرنسية باريس - بتكفله الكامل بإعادة ترميم مبنى المجمع العلمي المصري الأثري بشارع الشيخ ريحان، الذي تعرض للحريق في الأحداث الأخيرة. كما أشار الشيخ القاسمي إلى أنه سيقوم بمد المجمع العلمي بعدد من المخطوطات و الخرائط و الدوريات التي فقدت جراء الحريق، بنسخ أخرى، و وصفها بأنها نادرة، مؤكدًا أن ما يقوم به ليس تكرمًا على مصر، و إنما هو جزء من رد الجميل من شعب الإمارات، خاصة الشارقة لمصر، التي بادرت و ساهمت منذ عام 1954 في تقديم يد العون لتعليم أبناء الإمارات، و الذي امتد للالتحاق بالجامعات المصرية، في القاهرة، و عين شمس، و الإسكندرية. كما أعلن وزير الثقافة الفرنسي " فريدريك ميتران " استعداد وزارته بالتنسيق مع وزارة الخارجية الفرنسية؛ لتقديم خبرة و مهارة المكتبة الوطنية الفرنسية؛ للمساهمة في ترميم محتويات المجمع العلمي، التي تضررت في الحريق. و قال ميتران - في بيان صحفي مساء أمس " الاثنين "- إن المكتبة الوطنية الفرنسية ساهمت في ترميم معهد المخطوطات العربية الذي تضرر في تونس، في يناير 2010، مضيفًا أن المجمع العلمي المصري يمثل جزءًا لا يتجزأ من الذاكرة الحية لمصر، كما يجسد الروابط الثقافية القوية للغاية بين مصر و فرنسا.