شهد الشارع الأسواني صراعًا بين القبائل حول التربيطات لمساندة مرشحى مجلس الشعب، بعد دمج الدوائر الانتخابية لتصبح دائرة واحدة، حيث تسعى جميع القبائل التى دفعت بمرشحين يمثلونها لكسب تأييد الناخبين و"التربيط" مع المرشحين من ابناء مدينة ادفو، والتى تعد اكبر واقوى مركز انتخابى، حيث تتحكم صناديقها فى نتيجة الانتخابات مما يمثل خطرًا على باقى المرشحين لقوة مرشحى ابناء ادفو. وتحاول قبائل العبابدة قبل أيام من انطلاق الانتخابات، الاتفاق على واحد من المرشحين وهم الدكتور جابر عوض عن ادفو، وعبدالله ادريس عن دراو، وابو الحسن الصافى عن مدينة اسوان وهم اقوى مرشحى قبائل العبابدة. أما النوبيون فكانت دائرة نصر النوبة وكوم أمبو تمثل لهم قوة فى الحفاظ على مقعد نوبى وبعد فتح الدائرة بات من الصعب الحفاظ على هذا المقعد وأقوى المرشحين له الآن عادل ابوبكر -عضو لجنة المتابعة النوبى- وكريمة بكار -الناشطة النوبية- أما عن الأسوانيين فأبرز مرشحيهم الدكتور حسن عبدالقادر، والدكتور حسن الدالى، والذى يلتف حولهم معظم أهالى أسوان، أما عن قبائل بنى هلال فالجميع يلتف حول مرشحيهم وهم احمد سيد، وعبده مهلل. وبين هؤلاء وهؤلاء تبحث المرأة الأسوانية عن مقعد لها، بعد خسارتها تعاطف الشارع، بعدما انتهى عصر الكوتة الذى ابتدعته "سوزان مبارك"، وليخلوا الشارع الاسوانى تماما من لافتات الدعاية والتأييد للمرشحات الإناث، بعد ان كان يكتظ بها فى مثل هذا الوقت من العام الماضى، رغم وجود شخصيات نسائية متميزة كفاطمة جاد أم كريم، ووحيدة شكلى، وانتصار محمد وغيرهن من النساء اللواتى يخضن الانتخابات على المقاعد الفردية. وتأتى ظاهرة "التعازى والمواساة" كمنهج دائم للفلول اعتمدوا عليه منذ كانوا نواباً ومرشحين للحزب الوطنى "المنحل" حيث تسبب نجاح الانتخابات فى المرحلة الأولى التى شهدتها بعض المحافظات الأخرى، فى قلق مرشحى الحزب الوطنى المنحل "الفلول" الذين لم يجدوا لهم مكاناً بين الناس سوى فى تكثيف حضورهم المآتم وسرادقات العزاء، كنوع من لتواجد بين الناخبين، الامر الذى علق عليه عمرو عبد العظيم -اصغر مرشح بأسوان والذى يبلغ من العمر 25 سنة عن الكتلة المصرية فردى- بأن الانتخابات القادمة سوف تكون ضربة قاسمة لفلول الوطنى الذين يتبعون نفس السياسة والوسيلة القديمة فى الدعاية وجلب الاصوات واعطاء الوعود التى لن يحققها اى مرشح وأى حزب الآن، نظرًا للظروف التى تمر بها البلاد، وان المواطنين يتمتعون بفهم سياسى جيد ويعلمون مالهم وما عليهم من حقوق وواجبات فى المرحلة الحالية والقادمة وان المواطن يتمتع بذكاء ولن تخدعه الوعود والكلام المعسول.