أثارت تصريحات بعض التيارت الإسلامية مخاوف العاملين بقطاع السياحة، حيث تسببت فى خسائر فادحة للقطاع الذى يعمل به 4 ملايين فرد، وتجددت المخاوف والخسائر بعد تصريحات عبد المنعم الشحات المتحدث باسم "الدعوة السلفية"، والتى تسببت فى إلغاء الحجوزات السياحية لبعض الوفود التى كانت تنوى القدوم إلى مصر، وفقا لما ذكره حسام العكاوى، المنسق العام للائتلاف العام للسياحيين. كان الشحات قد قال، خلال لقاء له فى إحدى القنوات الفضائية مؤخرًا، إن "الحضارة المصرية حضارة عفنة"، ودعا إلى تغطية وجوه التماثيل الفرعونية المصرية بالشمع، معتبرًا أنها تشبه الأصنام التى كانت موجودة حول أسوار مكة فى العصر القديم. وكان حازم أبوإسماعيل مرشح الرئاسة المحتمل، المحسوب على التيار الإسلامى، قد أشار فى تصريحات سابقة إلى أنه " إذا تولى رئاسة مصر سيمنع ارتداء المايوه على الشواطئ، وكذلك شرب الخمر فى الأماكن العامة"، وهى المخاوف التى تجددت لدى العاملين بالقطاع مع فوز الإسلاميين بنسب كبيرة فى الجولة الأولى للانتخابات البرلمانية. في هذا السياق أعلن سامى محمود رئيس قطاع السياحة الدولية بهيئة تنشيط السياحة خلال مؤتمر أجراه الإسبوع الماضى أن مجال السياحة يعمل به ما يقرب من 5 ملايين مواطن بشكل مباشر وغير مباشر، وتقوم على صناعة السياحة أكثر من 70 صناعة أخرى مغذية لها. وأعرب محمود عن تخوف ممثلى وسائل الإعلام الألمانى من صعود التيار الإسلامى فى البرلمان المقبل فى مصر، مؤكدا أن السياحة تعد الركيزة الأساسية، ومن دعائم الإقتصاد المصرى، حيث تمثل 11.3 % من إجمالى الناتج القومى و20% من العملات الأجنبية عن طريق السياحة. وقال محمود إن السوق الألمانى يعد من أهم الأسواق المصدرة للسياحة المصرية، حيت احتلت ألمانيا المركز الثالث العام الماضى، وبلغ عدد السائحين الألمان مليون و300 ألف سائح بزيادة قدرها 10.5% عن عام 2009. من جانبة أكد الدكتور طارق العوضى مدير المتحف المصرى أن أعداد الوفود السياحية لزيارة المتحف المصرى بدأت تزداد مع عودة الهدوء والاستقرار لمنطقة المتحف بقلب القاهرة وانتهاء المرحلة الأولى من الانتخابات، على الرغم من حالة الانخفاض التى شهدها المتحف المصرى خلال الاسبوع الماضى من حركة الوفود السياحية ومن المصريين على حد سواء. وأوضح العوضى أن هذا الانخفاض لم يشهده المتحف المصرى من قبل، وذلك بسبب تصريحات السلفيين الأخيرة التى أعلنتها وسائل الإعلام ما أثر بشكل كبير على وفود السياح لزيارة المتحف، متمنيا أن يعود الإقبال مرة أخرى خلال الاسبوع المقبل مع هدوء واستقرار الأحوال داخل البلد، والمنطقة التى يقع فيها المتحف المصرى، والتى كانت تتراوح بين 10 إلى 12 ألف سائح فى اليوم. فيما رفض محمد وائل عضو " ئتلاف دعم السياحة" فرض مذهب معين على المصريين، وأكد أن "التيارات المتشددة هى من اقتربت من المشاكل الاجتماعية للطبقات المقهورة، وقدمت خدمات ضرورية لأهالى العشوائيات، فى الوقت الذى قامت فيه الحكومة السابقة بتهميشهم بل وسرقتهم". ووصف وائل أئمة المساجد ب"موظفي الحكومة"، وأكد أن "الجماهير لن تستند إلا الى من يهتم بمشاكلها الملحة وحاجاتها الاساسية". ومن ناحية أخرى اعتبر بعض مسئولى الشركات الخاصة أن تصريحات السلفيين لا أهمية لها، وإنما الأحداث الأخيرة التى مرت بها مصر هى المؤثر الفاعل على مجال السياحة، حيث حققت الشركات خسائر بنسبة 90% عن العام الماضى ما أثر بشكل ملحوظ على الاقتصاد المصرى. وأضاف مسئولو الشركات الخاصة أن تصريحات التيار الإسلامى "السلفيين" لا يُهتم بها الدول الأوروبية بقدر اهتمام المصريين بها، حيث يهتم الأوروبيون بشأن البلد العام والتأمين داخل البلد فقط، مؤكدين أن السياحة مهمة للاقتصاد المصرى فى هذه الايام، وسبق أن تم ضرب هذا القطاع عام 1997 ولكن تم الخروج من الأزمة بفضل تنشيط السياحة بزيارة المناطق السياحية، وتنشيط سياحة المؤتمرات والسياحة العلاجية، وكلها بدائل لتنشيط هذا القطاع حتى يعود لوضعه الطبيعى.