أثار الشروع في إقامة سور حول مبنى ديوان عام محافظة دمياط أزمة حادة، وطالب الأهالي والقيادات السياسية والشعبية بوقف بنائه فورًا، واعتبروه عودة إلى تصرفات مسؤولي العهد البائد. وكانت "المشهد" أول من تناول هذا الموضوع تحت عنوان "استياء شعبي من إنشاء سور عازل حول مبنى محافظة دمياط" بتاريخ 21 نوفمبر الماضي. فقد طالبت إنجي البرش - عضو حركة 6 أبريل - بتوضيح عاجل وسبب مقنع من محافظ دمياط اللواء محمد علي فليفل لبناء سور حول المحافظة ليس له أي مبرر، وأكدت أن بناء هذا السور يذكرنا بالجدار الذي بني حول السفارة الإسرائيلية، وهددت بتصعيد الأمر إذا لم يتم هدم هذا السور فورًا وتحميل المحافظ نفسه تكاليف بنائه، مضيفة أن المحافظة بها مشاكل أكبر بكثير من بناء سور حول الديوان العام، وبدلا من حل مشكلة "موبكو" ومشاكل الطرق ومشاكل الصرف الصحي، يشغل المحافظ نفسه ببناء سور حول المحافظة التي ظلت حوالي 60 عاما بدون أسوار ولم يحدث ذلك في العصر البائد. وقال إبراهيم الحلبي - كبير الباحثين في إدارة الإعلام بديوان محافظة دمياط - إننا فوجئنا ببناء هذا السور، وأعلنا اعتراضنا عليه، فقال لنا المسؤولون عن بنائه إنه سيتحول إلى جدارية، ونحن نرى كمجتمع مدني أن إقامة هذا السور لا مبرر له على الإطلاق، حتى لو حولوه إلى جدارية، فهو يعيدنا إلى نظام السجون، في عصر يتحول فيه كل شيء في مصر إلى الحرية. وأضاف الحلبي أن هذا المبنى الجميل محاط بالحدائق والزهور، وبناء السور سيحول مقر المحافظة إلى مبنى قبيح، تحيطه الأسوار بما يعني القيود والكبت والإسكات والحصار. وأكد أن هذا المبنى رمز من رموز الثورة المصرية، فرغم المظاهرات التي شهدتها أحداث ثورة يناير، فلم يمس هذا المبنى بأي سوء، لأن شعب دمياط كان يدرك أنه مبنى للشعب وليس مبنى للحكومة. وأشار الكاتب والأديب سمير الفيل إلى أن بناء سور حول حديقة مبنى محافظة دمياط، معناه إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، حيث يتم الاختباء وراء جدران عازلة وهو ما يعني الانقطاع عن الشعب. وتساءل الفيل: هل نحمي مصدر اتخاذ القرار بأسوار عالية؟! نحن لسنا بحاجة إلى أسوار بل إلى فكر ينسف الأسوار التي بداخل عقول القيادات. وأضاف محمد الطلخاوي - رئيس اللجنة النقابية لاتحاد معلمي مصر بدمياط - أن ما يقوم به المحافظ جريمة، ويؤكد بفعلته هذه أن هذه الحديقة ستكون ملكا خاصا له، مع أنها في الأصل خصصت كمتنفس للجماهير، ولتجميل شكل المنطقة، ويتساءل الطلخاوي: من الذي منح المحافظ الشجاعة لإقامة هذا السور الذي يحمل علامات استفهام كثيرة؟! واستنكرت اللجنة النقابية لمعلمي مصر هذا التصرف، وطالبت بوقف بناء السور فورًا، ووصفته بأنه يعد انتهاكا صارخا للشكل العام والجمالي لهذه المنطقة المركزية، ودعت المحافظ – مادام يهوى بناء الأسوار- أن يولي وجهه نحو عشرات المدارس التي لا أسوار لها، والتي يتعرض أولادنا للخطر بسبب عدم وجودها. وطالب مصطفى العايدي بوقف بناء الأسوار فورا التي تقيد اليوم قدرتنا على البناء والحركة، ولندخر كل ما ننفقه على الأسوار، في التطوير والبناء الحقيقي لنستنشق هواء الحرية بحق. وقال المهندس محمد الشرقاوي - مدير عام أملاك دمياط السابق - أن بناء سور وحجب حديقة مبنى المحافظة جريمة كبرى، وإهدار مال عام، فهذه الحديقة المجاورة لم يمسسها أحد، وبناء السور يكشف عن خوف محافظ دمياط، من الجماهير وعدم القدرة على التواصل معهم.