أكدت صحيفة (الأنوار) اللبنانية أنه ليس من المبالغة القول "إن مصير الثورات العربية والمنطقة ككل يتوقف على مصر، وعلى ما سترسو الأوضاع فيها، بعد انتهاء مرحلة الانتخابات الحالية. دور مصر كان محوريًا دائمًا في رسم أقدار المنطقة، بالمفهوم المزدوج: الإيجابي والسلبي. فقد شكل الرئيس المخلوع حسني مبارك ونظامه طوال ثلاثة عقود، حالة استثنائية في تاريخ مصر المعاصر بإقامة أسس حكم متبلد وتابع وقمعي، يخلو من عنفوان دور مصر الريادي التقليدي". وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم "الثلاثاء" إلى أن مصر ما بعد ثورة 25 يناير تختلف عما قبلها حيث إن الثورة الشعبية المصرية التي فاجأت الجميع في الداخل والخارج، فرضت واقعها على المجلس العسكري الذي حاول جهده التأقلم معها على حساب المفاهيم الموروثة من أيام عهد مبارك. وأوضحت أن فوز التيارات الإسلامية في المرحلة الأولى من الانتخابات كان متوقعًا. وتقديرات الإخوان المسلمين في البدايات، لم تكن تزيد عن نسبة تتراوح بين 30 و40% من الناخبين الفعليين. إلا أن حصول الإسلاميين على نسبة 65% من المقترعين وفقًا للنتائج الرسمية كان مفاجأة في حد ذاته. وألمحت أنه طرأ نوع من التغيير في أسلوب طرح الإخوان المسلمين للسياسة الخارجية في اتجاه أكثر دبلوماسية منذ عام 2004 وإلى اليوم. وأكثر برامجهم الانتخابية ليونة للعام 2011، جاء فيه: تتركز سياسة مصر الخارجية مستقبلاً على قيام مصر بدورها الريادي الذي لا تتنازل عنه في دعم القضية الفلسطينية، ومساندة أهلها، والضغط على المجتمع الدولي لإيجاد حلول عادلة للقضية الفلسطينية تضع حدًا لمعاناة الشعب الفلسطيني، وتضع حدًا لغطرسة دولة الاحتلال الصهيوني. وختمت بالقول "هذا ما يقوله الإخوان شفهيًا.. لا بد من انتظار مرحلة العملي وماذا سيقولون ويفعلون عند تسلمهم للسلطة".