دعا الدكتور رياض الزعنون - وزير الصحة الفلسطيني السابق في السلطة الفلسطينية - جميع أبناء الشعب المصري إلى المشاركة الفاعلة والكاملة في الانتخابات البرلمانية التي بدأت يومها الأول اليوم - الاثنين - كمدخل لإفراز مجلس منتخب يكون الخطوة الأولى نحو الانتقال المدني لسلطة منتخبة". وقال الزعنون في حديث خاص ل"المشهد": "إننا أمام مفصل تاريخي نحتاج فيه إلى الإيجابية والمشاركة الفعلية في اختيار المرشحين الأكثر نزاهة وأمانة ليكون في المحصلة مجلس منتخب يتميز بالتعددية التي يجمعها الإصرار على حق المواطنة وتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية والتنمية والنهوض بمصر إلى الموقع الذي تستحقه بين الأمم". وأضاف وزير الصحة الأسبق "إن أنظار الأمة العربية والإسلامية وقلوبها وعيونها مشدودة إلى مصر والانتخابات التي ستجرى بها لأننا جميعا ندرك أنه إذا عزت مصر عز العرب والمسلمون فلقد كانت على مدى التاريخ هي الرافعة للعمل العربي المشترك ولنشر الإسلام والحضارة العربية والإسلامية وكانت على الدوام مصدر الإلهام لجميع الشعوب العربية والإسلامية ". وتمنى الزعنون على الشباب المصري الواعد والملهم والموجود في ميدان التحرير وفى كل الميادين أن يتفقوا على الأمور الرئيسية التي ضحوا من أجلها وأن يعذر بعضهم بعضا في الخلافات الفرعية". ودعا الدكتور جميع القوى السياسية فى مصر والمجتمع المدني لوضع مصر العظيمة فوق كل الاعتبارات الحزبية والفئوية وان يغلبوا المصلحة العليا على الخاصة وأن يكون كل منهم حريصا على حماية الآخر وحماية حقه بنفس القدر من الحرص على نفسه وحماية حقه في الوطن ولعله من المفيد أن نتذكر قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لزوال الدنيا أهون على الله من قتل المسلم لأخيه المسلم بغير حق" ولقد فسر علماء الإسلام أن هذا الحكم ينطبق على المواطن غير المسلم". وأعرب الدكتور الزعنون عن قلقه إزاء الوضع فى مصر وقال "لدى قدر كبير من القلق مصدره الحرص ولكن لدى أيضا مقدار من الثقة بأن في مصر أوفياء سيتغلب العقل والخبرة والإخلاص على التسرع والفئوية والعصبية ". وأضاف: تشدنا كثيراً الأحداث التاريخية والمصيرية التي تحدث في مصر العزيزة ونأمل أن يتوحد الشعب المصري على الأهداف التي انطلق من أجلها في الخامس والعشرين من يناير من طلب الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والقضاء على الاستبداد والفساد وألا تشغله أي خلافات فرعية". وحول سقوط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى خلال الأيام السابقة في ميادين مصر قال: " إن الدماء الذكية المصرية يجب أن تكون خطاً أحمر وحراماً مغلظاً فلا يجوز بحال من الأحوال أن تسيل على أيدى إخوانهم في الداخلية أو الجيش أو أي أطراف ثالثة". وفى ختام حديثه لموقع المشهد أعرب الدكتور الزعنون عن أمله في أن يتخذ المجلس الأعلى للقوات المسلحة والوزارة المرتقبة خطوات حازمة وسريعة لتحديد المسؤولين عن إراقة الدماء ومحاسبتهم، والعمل على إعادة هيكلة الداخلية بمفاهيم وثقافة جديدة هي ثقافة الثوار التي ترتكز على الحرية والكرامة وحقوق الإنسان".