تظاهر مئات الشباب من مواطني محافظة جنوبسيناء والعاملين بها -خاصة في قطاع السياحة والفنادق- اليوم عقب صلاة الجمعة تضامنًا مع إخوانهم المعتصمين بميدان التحرير، في جمعة الفرصة الأخيرة، مرددين هتافات غاضبة، و حاملين لافتات: " لا للعنف...لا للقوة...لا لاستعمال السلاح ضد الأبرياء العزل". المتظاهرون يمثلون"ائتلاف شباب الثورة"، و ممثلي أحزاب:"مصر الحديثة"، و"الحرية والعدالة"، و جمعية أهالي جنوبسيناء تحت التأسيس، بالإضافة إلى مجموعة من محبي شرم الشيخ على شبكة التواصل الاجتماعي"فيس بوك"، و"مجموعة 11 مايو"، و"مجموعة السياحيين الأحرار"، و مستأجري بازارات شرم الشيخ بمنطقة خليج نعمة، و مجموعة من شباب البدو، أمام المسرح الروماني، و مجلس مدينة شرم الشيخ، و ديوان عام المحافظة بطور سيناء، و في مدينة رأس سدر. و طالبوا بسرعة تشكيل حكومة الإنقاذ الوطني، و أن تجرى الانتخابات البرلمانية في موعدها المحدد؛ لاستقرار البلاد وعودة السياحة إلى ما كانت عليه قبل الثورة، كما رددوا شعارات دعمًا لقطاع السياحة، رافضين وقف عجلة التنمية السياحية و مطالبين بعودتها في أسرع وقت ممكن. و تعد الوقفة الاحتجاجية للشباب أمام المسرح الروماني هي الأكثر عددًا من الوقفات الأخرى أمام مجلس المدينة وديوان عام المحافظة، حيث ضمت المئات من الشباب، بعد أن انضم إليهم العاملون في قطاع السياحة للمطالبة بعودة السياحة مرة أخرى. كما أكد المشاركون في الوقفة الاحتجاجية أن هذه الوقفة السلمية انطلقت من جميع مساجد مدينة شرم الشيخ لمؤازرة الثوار والتعجيل بمجلس مدني؛ استعدادًا لتداول السلطة بطريقة آمنة. و طالب خطباء جمعة "حق الشهيد" في جنوبسيناء شعب مصر بالوحدة والتوحد على قلب رجل واحد، و قتل أي فتن من شأنها إثارة الشغب والرعب في البلاد. و انتقد أئمة المساجد ما فعلته قوات الشرطة مع المتظاهرين، مؤكدين أن ما حدث تصفية حسابات وانتقام وليس دفاعًا عن ممتلكات، و كان أحرى بالشرطة أن تقف لحماية الثوار والثورة من المخربين والبلطجية الذين يقذفون المولوتوف. و في نهاية الخطبة بمسجد المنشية بطور سيناء دعا الخطيب المصلين لأداء ركعتي صلاة الحاجة والدعاء إلى مصر بتثبيتها، والحفاظ على الأمن والأمان بها، و أن يجعلها بلد أمن ورخاء، و أن يقي الله مصر شر الفتن، و يولي عليها من يصلح. من جانب آخر تباينت آراء المواطنين في تولي الدكتور كمال الجنزوري رئاسة حكومة الإنقاذ الوطني، فمنهم من قال إن الجنزوري أفضل رئيس وزراء يناسب هذه المرحلة الانتقالية المهمة، و يكفي أن عهده شهد فائضًا في الميزانية لأول مرة في تاريخ مصر، بينما أعلن البعض الآخر رفضه توليه رئاسة الوزراء بحجة أنه كان من ضمن النظام البائد. من جهة أخرى أكد عادل شكري -أمين عام غرف المنشآت السياحية بجنوبسيناء والمرشح لمجلس الشعب فردي فئات- أننا نحترم كل الآراء التي تساهم بشكل كبير في الخروج من هذه الأزمة والنهوض بالبلاد، فوقفتنا ليست معارضة ولا متنافية مع مطالب الشباب بالتحرير، و نحن لسنا ضد المجلس العسكري، بل نحترم جميع قراراته التي تهدف إلى مصلحة الجميع، و أن الهدف الأساسي من تلك الوقفة هو إرسال رسالة مضمونها أنه يجب تكاتف الجميع لإنقاذ قطاع السياحة من الانهيار الفترة القادمة، خاصة أن نسبة الإشغالات الحالية بلغت 40% فقط، و من المتوقع أن تهبط أكثر من ذلك خلال الأسابيع القليلة القادمة. مشيرًا إلى أن هذا القطاع يعمل به أكثر من 20 مليون مصري أرزاقهم مرتبطة بطريق مباشر وغير مباشر بهذا القطاع الحيوي. و أوضح أن 80 % من الخسارة التي تتعرض لها مصر يوميًا مرتبطة بقطاع السياحة؛ لذلك قرر العاملون بهذا القطاع مناشدة الجميع تحكيم العقل وإبقاء مصلحة مصر فوق الجميع.