أزهريون: تصريحات الطيب حسنة النية.. والنفيس: يريد العودة بنا إلى محاكم التفتيش هل نحن بصدد فتنة طائفية "سنية شيعية"؟ سؤال نبدأ بطرحه قبل أن يتحول إلى واقع نعيش مرارته، مثلما هو الحال بالنسبة للواقع المسلم المسيحي في مصر، فلقد أثارت تصريحات فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ضد المد الشيعي في مصر، ردود فعل متباينة، خاصة بعد أن قال علانية؛ إن الأزهر قلعة المذهب السني في العالم العربي، وإنه سيقف بالمرصاد أمام الإساءات المتكررة من قبل الشيعة، في حق الصحابة والسيدة عائشة رضي الله عنها، والتي يتم نشرها عبر القنوات الدينية الشيعية، التي تهدف إلى تفتيت الأمة الإسلامية، على حد قوله. كما طالب المراجع الشيعية في مدينتي النجف وقُم، بالتبرؤ من العقائد الباطلة، وإلا سيكون للأزهر إجراءات صارمة في مواجهة الهجمة الشرسة للمد الشيعي.
ورغم أن تصريحات شيخ الأزهر، تبدو عنيفة، إلا أن الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، يدافع عنه قائلاً: "لا أحد يستطيع المزايدة على الإمام الأكبر في مسألة دعم التفاهم بين المسلمين سنة وشيعة، لأنه أول إمام للأزهر يقول أنه يصلي خلف الشيعة، وأن من يكفر الشيعي المسلم يرتكب كبيرة من الكبائر، وكل ما في الأمر أن الطيب أعلن رفضه للتبشير المذهبي من كلا الجانبين وهو نفس موقف المرجعيات الدينية الشيعية، وقد سبق وأكد الدكتور محمد علي التسخيري اتفاقه مع شيخ الأزهر بضرورة احترام كل منا لمذهب الآخر". ويرى الدكتور "الشحات" أنه من حق شيخ الأزهر الحديث في أي شأن يتعلق بالأمة الإسلامية، سواء كان اقتصادي أو اجتماعي أو سياسي، مشيرًا إلى أنه يعبر عن رأي الأزهر وليس رأيه الشخصي، ولذلك من حقه انتقاد النعرات الطائفية في بلاد المسلمين كأمر له علاقة بتعكير السلام والصفو الاجتماعي. ورفض عضو مجمع البحوث اعتبار تصريحات شيخ الأزهر تدخلاً في السياسة لأنه يريد بها، على حد قوله، إصلاح المجتمعات العربية ووحدة الأمة الإسلامية بجناحيها السنة والشيعة، مشيرًا إلى أن اتهام شيخ الأزهر بمعاداة الشيعة، مجرد تأويل لأحاديثه حسب الهوى الشخصي، مندهشًا من الذين يطالبون الأزهر بالصمت بعد ما كانوا يشكون انعزاله عن الأمة في السابق. أما الشيخ محمود عاشور، رئيس دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، فيرى أن شيخ الأزهر الحالي هو أحد أبرز العلماء المنادين بالتقريب بين المذاهب الدينية الإسلامية، والقول بأن لديه تحفظات على الشيعة، أمرٌ مردود عليه بأن رابطة خريجي جامعة الأزهر التي أنشأها الطيب قبل عدة أعوام تضم في عضويتها بدولة الكويت عضو شيعي المذهب، ولذلك لا بد أن نعي محاولة النيل من مؤسسة الأزهر وشيخها، التي تأخذ دومًا صيغة الفتنة المذهبية الداعية للوقيعة بين المسلمين.
على الجانب الآخر، ظهر في كلام الناشط الإسلامي الشيعي أحمد راسم النفيس، نبرة استشعار الخطر، فلقد علق على تصريحات شيخ الأزهر بالتساؤل عن ماهية الإجراءات التي سيتخذها ضد المصريين الشيعة؟ هل ستكون قضايا تكفير شيعي، أم سيعرضهم على فرق إعدام. أم سينكل باجتهاداتهم الفكرية. ثم يزيد تساؤلاته بسؤال عن صلاحيات شيخ الأزهر الوظيفية، والتي يستند إليها ليروع أمن الشيعة المصريين بهذا الشكل؟. يقول النفيس: "الطيب عالم دين وليس رجل قانون إلى جانب عدم وجود مستند دستوري يهدم حرية العقيدة أو يمنح أي سلطة لشيخ الأزهر الذي يعيش بقلبه وعقله في عهد مبارك". مؤكدًا أن الشيعة المصريين تعرضوا في العقود السابقة إلى التنكيل بهم من قبل أمن الدولة التي ألقتهم في المعتقلات، ويقول: "كنا نتصور أن هذا العهد انتهى إلى أن خرج علينا شيخ الأزهر بتصريحات تعيدنا إلى زمن محاكم التفتيش الدينية". وعن تاثير تصريحات الطيب علي العلاقات المصرية الإيرانية، قال النفيس؛ إن إيران غير راضية عن الإهانة لشق من الأمة الإسلامية، ولكننا كشيعة مصريين سنطالب بحقنا في بلدنا وقد يصل الأمر إلى رفع دعوى قضائية ضد شيخ الأزهر، منوها بأن العلاقات المصرية الإيرانية لا ترتبط بما يقوله الطيب الذي يغرد خارج السرب.
الشيخ الحبيب علي الجفري الداعية الإسلامي اليمني المعروف بصوفيته، يؤكد أن الدكتور الطيب واحد من أشد الرافضين للفتنة المذاهبية واتهامه مرفوض تمامًا ولا بد أن يتوقف هولاء الذين يستهدفون الإساءة إلى رموزنا الدينية خاصة في هذة الفترة الحرجة التي تحياها مصر، ويكفى أن نتذكر أن الدكتور الطيب تعرض لضغوط شديدة من قبل النظام السابق بسبب مواقفه المشرفة، ولكنه رفض شق صف الأمة الإسلامية.