بقراءة سريعة وعابرة لأسماء المرشحين وقوائم الأحزاب في قنا، نجد أنها وبحق -وكما أعلنها المرشحون أنفسهم- "عاصمة الفلول"، فأكثر من نصف عدد المرشحين تقريبا ينتمون للحزب " الوطني" المنحل، حيث تقدم للترشح 162 من الفلول، من إجمالي 340 مرشحا في دوائر المحافظة! تقدم للانتخابات ما يزيد على 19 حزبا سياسيا، جميعهم قام بترشيح عدد وفير من قيادات الحزب " الوطني" بقنا على قائمتهم تقريبا، باستثناء قائمة واحدة خلت من أسماء لأعضاء سابقين في الحزب المنحل، وهي قائمة حزب " السلام الديمقراطي" في شمال قنا، والتي يتزعمها المرشح المستقل الأبرز عادل أبو الليل، والذي انضم لهذا الحزب بقائمته في اللحظات الأخيرة وقبل غلق باب الترشح ب 10 ساعات فقط، بعد استقالته من قائمة "الوفد". يأتي في المقدمة من هذه الأحزاب حزب "الحرية"، والذي جاء بقائمة لا تخلو من قطب " وطني" سابق، بل وجمعت بين كل من يكره الثوار ومن توعدهم في قنا، ويكفي أن نشير فقط إلى رأس القائمة: النائب السابق هشام الشعيني، والذي أهدر دم أسماء محفوظ ووائل غنيم وإسراء عبد الفتاح، وقال عن الثوار في المؤتمر الأول للفلول قبل شهرين:"دول خونة ولازم يتربوا"،ودعا الناس إلى الفتك بهم، إلى جانب احتواء القائمة على رجل أمن سابق وهو اللواء ماهر الدربي. وأبرز القوائم أيضا والتي جاءت تقريبا بنسبة 100% فلول كانت لحزب "الوفد"، سواء في الجنوب أو في الشمال، والتي ضمت 8 أعضاء سابقين وبارزين في الحزب " الوطني" بقنا، ومن بينهم قيادات في أمانة الحزب بالمحافظة، رغم تصريحات القيادات بعكس ذلك، لكن أرقام العضوية تكذِّب كل كاذب. حزب "المصريين الأحرار" أيضا جاء بنسبة جاوزت ال 90 % في شمال وجنوب المحافظة بقيادات سابقة في الحزب " الوطني" وليس أعضاء فقط، ويكفي أن سيد المنوفي يأتي على قائمة الشمال، وهو الذي وقف يومًا قائلا أثناء الثورة:"إن الله سيغضب على المصريين إذا خلعوا مبارك". حزب "الاتحاد" وبنجاح كاسح 100% فلول، وبه أعضاء بارزين في " الوطني"، ويأتي على رأسهم حسن محمود سباق، وحسام أبو عيسى، وكلاهما نجمان ل"الوطني" كانا ملء السمع والبصر. "الحزب المصري الديمقراطي" أيضا 90% من مرشحيه من الحزب الوطني، رغم تصريح د. محمد أبو الغار - رئيس الحزب - في قنا ل"المشهد" أثناء زيارتها أنه لن يرشح أحدا منهم. أما حزب "الإصلاح والتنمية" فجاءت على قائمته أيضا قيادات مهمة " للوطني" في قنا. والغريب أيضا أنه حتى الإخوان في قنا أعلنوا عن قائمتهم في الشمال وكانت المفاجأة أنه جاء على رأسها عبد الناصر تغيان، وهو عضو سابق بالوطني، وكان من أبرز المساندين له في انتخابات الشورى الماضية. وحتى حزب النور السلفي تقدم بقائمتين منهم 12 مرشحًا كانوا أعضاء في الحزب " الوطني" من إجمالي 16. وأما عن المستقلين فحدث ولا حرج، تقريبا جميعهم من فلول " الوطني"، حيث تقدم الفل الأبرز عبد الرحيم الغول، وفتحي قنديل، وكذلك بركات حسانين. وأضف إليهم الدكتور محمد رفعت وأحمد عبد الغني، وجميعهم ممن قادوا مظاهرات مضادة للثورة، وكان أشهرها مظاهرة نظمت أمام ديوان عام المحافظة يوم السبت 29 يناير الماضي، وظلوا يهتفون هم وأنصارهم:"بالروح بالدم.. نفديك يا مبارك". أما عن أطرف اللافتات التي عُلقت للدعوة لانتخاب الفلول لافتة في نجع حمادي دون أسماء، تقول:" تاني تاني تاني.. راجعين للمجلس تاني"!