يعتبر حى شبرا من أقدم وأشهر وأكبر الأحياء الشعبية فى القاهرة حيث نشأ على يد محمد على باشا عام 1809 كما تعنى كلمة شبرا باللغة القبطية "العزبة".. ومن أهم ما يميز حى شبرا هى الوحدة الوطنية التى تتمثل فى حالة الأخوة والتسامح والحب التى تجمع بين المسيحيين والمسلمين وهذه العلاقة لم تكن وليدة اليوم بل منذ القدم وهذا يظهر فى أحتفال المسيحيين بأعياد المسلمين والعكس أيضا وتبادل التهانى بينهم ومشاركتهم فى الأحزان والأفراح أيضا. ومن أشهر معالم هذا الحي: مسجد "الخازندار" الذي كان الشيخ "نصر الدين طوبار" – أشهر من أنشد تواشيح رمضان - مقيما للشعائر به، إضافة إلى كنيسة "العذراء بمسرة" وهي من أشهر الكنائس وأقدمها في مصر قاطبة. وأيضا مسجد "عمر بن الخطاب" فى منطقة منية السيرج ومسجد "الفتح" ومسجد "منبرالإسلام" وكنيسة "الأنبا أنطونيوس" بشبرا وكنيسة "الملاك ميخائيل" بطوسون وكنيسة "انبا مرقس" بالخلفاوى. فمثلا فى شهر رمضان نجد شخص ما مسلم يصر أن يفطر معه مسيحى سواء كان صديقه أو جاره أو زميله فى العمل، وفى المولد النبوى نجد أن المسيحى يشترى حلوى المولد بجانب المسلم.
ومن مظاهر الوحدة الوطنية أيضا فى شبرا وجود كل جامع وعلى بعد منه كنيسة متجاورين فيدخل كل من المسلم الجامع ليؤدى الصلاة والمسيحى يدخل الكنيسة ليؤدى الصلاة ويخرجوا أصدقاء وأحباب. وعند سؤال سكان حى شبرا مثلا الحاج جمال سعد يسكن فى عقار مالكه مسيحى وعند سؤاله عن كيفية المعاملة والحوار بينهم كان رده واضح "نحن أخوة ولا فرق بيننا فاأنا اوده دائما وبيننا علاقات اخوية". ".فاأحيانا يأتى الاستاذ موريس ذكى - مالك العقار - ليفطر معى واحيانا أولادى وأولاده يخرجون مع بعضهم فى أى وقت". وعند سؤال شخص أخر ويدعى مكرم رمزى مالك لمحل ملابس عن العلاقة بينه وبين زبائنه وجيرانه من المسلمين فكان رده من جملة واحدة وهى " أنا شريكى فى المحل مسلم وبيننا ثقة لاحدود لها فأنا ائتمنه على أموالى وأسرتى والعكس أيضا ". وعند وقوع حادث القديسين عام 2011 خرج المسيحين والمسلمين فى مظاهرات تنديدا بالحادث ومطالبة بالقصاص وازداد هذا الأمر فى مظاهرات 25 يناير ورفع سكان شبرا الصليب والقرأن معا وعندما يصلى المسلمين يقوم المسيحيين بعمل سلاسل بشرية حولهم لتأمينهم ومن الشعارات التى كانت دائما تردد "مسلم ومسيحى إيد واحدة". وفى الفترة الأخيرة عندما انتشرت بعض الفتاوى من بعض الشيوخ التى تحرم تهنئة المسيحيين بأعيادهم كان أهل شبرا لا يهتمون بهذا الكلام ويذهبون لتهنئة المسيحيين وقضاء الأعياد معا نكاية فى هؤلاء الشيوخ دعاة الفتنة، وكان رد أهالى حى شبرا دائما: "احنا طول عمرنا عايشين مع بعض ومفيش حد يفرقنا". أخيرا نجد أن الوحدة الوطنية جزء لا يتجزأ من حى شبرا منذ القدم وحتى الآن وفى جميع الاوقات سواء وقت الحزن ووقت الفرح أيضا ولايمكن لأى شخص أيا كان أن يفرق بين ابناء الشعب "مسلم أومسيحى". ومن أشهر الأعمال الفنية التي دارت حول هذا الحي الشهير: "بنت من شبرا" بطولة الفنانة الكبيرة ليلى علوي، ودار حول فتاة مسيحية أحبت شابا مسلما، و"دوران شبرا" بطولة عفاف شعيب ومحمد رمضان. كما قام الفنانون الراحلون زكي رستم وتحية كاريوكا وفريد شوقي بتمثيل الفيلم الرائع "الفتوة" بسوق روض الفرج الذي كان موجودا بحي شبرا وأقيم مكانه قصر ثقافة. ومن أهم الأسماء التي ارتبطت بحي شبرا الفنانة الفرنسية "داليدا" مصرية الأصل، شبراوية المولد. وكما خرج من حي شبرا فنانون وصحفيون مثل الكاتب الكبير محمد زكي عبدالقادر رئيس تحرير "الأخبار" الأسبق، ورياضيون مثل الكابتن طاهر أبوزيد – وزير الرياضة - فإنه خرج أيضا من هذا الحي العريق ،على النقيض الكثير من البلطجية مثل "جمال صابر" رئيس حركة "حازمون" ونجلاه، الذين قتلا 3 وأصابا العشرات في حادثة شهيرة وقعت مؤخرا. ومن أشهر مدارس شبرا: "التوفيقية" و"روض الفرج" و"محمد فريد" و"الترعة البولاقية" و"شبرا".