أصدرت دار "ميريت" الطبعة الثانية من كتاب (مائة خطوة من الثورة – يوميات من ميدان التحرير) لأحمد زغلول الشيطى. يحكي الكتاب عما شاهده المؤلف خلال ال18 يوما الأولى من الثورة في ميدان التحرير، الذي يبعد عن منزله بمائة خطوة. يقول الشيطي لصحيفة "المشهد" عن سبب كتابته هذا العمل: " لم أخطط لإصدار كتاب عن الثورة، وكذلك لم أخطط لكتابة اليوميات التي صارت كتابا، أذكر بعد منتصف ليل 25 يناير حوالي الساعة12,30 عندما أطلقت قوات الأمن المركزي قنابل الغاز والرصاص المطاطي على المتظاهرين في ميدان التحرير، فتحت باب البلكونة لأستطلع الأمر فاستنشقت الغاز على الفور، فبيتي على بعد نحو 100خطوة من الميدان، وهى الخطوات التي قطعتها ذهابا وإيابا طوال أيام الثورة مخترقا المتاريس والحواجز الأمنية، وخاضعا – بترحاب- للتفتيش الذاتي. لم أخطط لأي شيء حتى أننى لم أبدأ في كتابة اليوميات بانتظام إلا من يوم 2 فبراير وأنا نادم على ذلك بشدة، فالذاكرة خؤون والحمولات التعبيرية وأنت في الميدان هي غير الانتظار لحين جفاف العرق ثم الاستدعاء من الذاكرة". يضيف الشيطي: " لم أقصد أيضا كتابة نص أدبي وفقا للقوالب السردية المعتمدة، فقط أردت تسجيل يوميات وهى في ظني نوع نادر في أدبنا، منذ 2 فبراير أسجل أو أكتب كمواطن وشاهد عيان أذهله ما حدث، خاصة وأنه حدث تحت شرفة منزلي، كنت كأنني أعمل مراسلاً لجهة مجهولة، وقد انقسم وقتي ما بين الميدان وبين التدوين. وساعدني قرب منزلي من انجاز هذه اليوميات، فقد توفر لي الوقت الذي كان يضيع في وسائل المواصلات، أيضا كان يمكنني مراقبة الموقف في الميدان عبر البلكونة، وقد نشرت ما دونته يوما بيوم في كشكولي عن أيام الثورة حتى يوم سقوط الدكتاتور. ولم ادخل أية تحسينات على ما بدا لي أقل جودة لأحسن من حمولاته التعبيرية، كانت كتابة من الميدان بشوائبها وارتباكها وارتفاع سقف مطالبها يوما بيوم، تماما كالثورة المصرية التي أصبحت ملكا للإنسانية جمعاء".