مهما اختلفنا أو اتفقنا مع الكاتب الكبير أنيس منصور، الذي رحل عن عالمنا منذ ساعات قليلة، فلاشك أنه عَلم من أعلام الكتابة العربية، كما يؤكد عدد من الأدباء والنقاد استطلعت "المشهد" آراءهم في السطور التالية: الروائى إبراهيم عبد المجيد يرى أن منصور واحد من كبار الكتاب فى تاريخ الكتابة، وهو من الذين يمتلكون أسلوبًا بسيطًا فى كتاباته، يبث للقاري الفكرة بسهولة خالية من العوائق. ويؤكد عبد المجيد أنه تأثر بالراحل الكبير فى فترة صباه، عندما كان يكتب فى الفكر والأدب خاصة الفكر الوجودي، فقد كان منصور من الكتاب المصريين الذين ساهموا في نشر الفلسفة الوجودية، مثل المفكر محمود أمين العالم والفيلسوف عبد الرحمن بدوى، بل قام بتبسيطها حتى تكون مفهومة للقارئ العادي، بالإضافة إلى أنه خاض تجارب عديدة في منذ طفولته وشبابه فى الجامعة أكسبته المعرفة الواسعة فى الصحافة والأدب، وفى علاقته مع الكُتاب والسياسيين. القاص سعيد الكفراوي قال: إن أنيس منصور هو أحد الشهود على ستين عامًا من الثقافة والسياسة والصحافة المصرية، وأحد الكتاب الذين اقتربوا كثيرا من السلطة، فرأى منها الكثير وكتب عنها الكثير، وهو الذي أشاد بعصر السادات ومبارك، ومهما اختلفت مع هذا الرجل الذي رحل عن الدنيا فإنني أقدره، فقد ترك تدريس الفلسفة وعمل في الصحافة حتى يكتب عن الفن والتاريخ والأدب والسياسة، ليكون من الكتاب الذين يتابعهم القراء العاديين بشكل يومى. أما الناقد الشاب أحمد إبراهيم فأكد أن منصور هو صورة للمثقف الموسوعى الذى يجب أن تمر به فى فترة بناء عقليتك الفكرية، وخاصة فى مرحلة ما قبل هذا الوهج الإلكترونى، وتعد كتبه خاصة "عاشوا فى حياتى" و" فى صالون العقاد" كتبا أساسية فى الخريطة الفكرية، وطريقة مختلفة للكتابة عن السير الذاتية والسير الغيرية، وبفقده نخسر نوعا من المثقفين الذين مزجوا بين الصحافة والأدب بهذه الطريقة الشائقة.