قال الدكتور يحيى الجمل - نائب رئيس مجلس الوزراء السابق: "إن الفترة الماضية لم يكن بها سيادة للقانون وإنما كان يحكم مصر سيادة الفرد". وأضاف "أن الرئيس السابق حسني مبارك اتسم بالغباء والعناد الشديدين وكان كل أمله في الدنيا أن يكون وزيرا للطيران أو محافظا ولم تصل طموحاته إلى منصب المشير.. لذلك أصابه الخوف عندما جاء رئيسا لمصر لكنه بعد مرور سنوات اقتنع بأنه يحمل شهادات دكتوراه في القانون والجغرافيا وكل شىء". ووصف الرئيس الراحل أنور السادات بأنه معلم من طراز خاص قائلا "يكفيه حرب 73 والتي تعد أكبر عمل بعد السد العالي". وأشار الفقيه الدستوري في كلمته خلال افتتاح المؤتمر السابع والأربعين لجماعة الإدارة العليا الذي بدأ اليوم بالإسكندرية تحت عنوان (الإدارة المصرية بعد 25 يناير) إلى أن دستور 1971 لم يكن سيئا لكن التعديلات التى أدخلت عليه هي التي شوهته بدءًا من تعديلات 1981.
ووصف الانتخابات البرلمانية الماضية بأنها كانت أكبر عملية عكسية في تاريخ مصر، وكانت آخر مسمار في نعش النظام السابق. وأوضح أن المؤتمرات الأربعة الأخيرة لجماعة الإدارة العليا تنبأت بإرهاصات التغيير الحادث في مصر، مؤكدا أن النظام الإداري لأية دولة يحدده النظام السياسي بها، مشيرا إلى أن النظام السياسي في مصر كان يتجه إلى غير مصالح الشعب ما أثر بالسلب على البناء الإداري.. وضرب مثلا قائلا "إن ميزانية مديرية أمن الجيزة في عهد النظام البائد كانت تفوق ميزانية البحث العلمي في مصر بأكمله، حيث كان النظام يبحث عن وسائل لتأمين بقائه فقط". وأكد الجمل أن ثقافة الحوار في مصر غائبة تماما فالكل يريد أن يتحدث ولا يريد أن يسمع، مشيرا إلى أنه لم يشاهد أحدا من جميع الائتلافات الموجودة على الساحة السياسية حاليا في ميدان التحرير. وحول أحداث ماسبيرو الأخيرة، قال الجمل "إن السبب فيها هو وجود مندسين بين المتظاهرين الأقباط تسببت في إشعال الموقف"، مؤكدا أن الفتنة الطائفية هي الشىء الوحيد الذي يمكن أن يكسر مصر وليس التدهور الاقتصادي. وأوضح أن إسرائيل والولاياتالمتحدة يقفان وراء إشعال الفتنة الطائفية في مصر وعلى الأغلبية المسلمة أن تحتضن الأقلية المسيحية وتشعرها بالدفء. ومن جانبه، أكد اللواء أحمد عبد الحليم -الخبير الاستراتيجي أن المتغيرات الحقيقية التي تمر بها مصر كانت سببا في إنجاح صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، مشيرا إلى أن عودة العلاقات المصرية الإيرانية قرار جوهري سيغير شكل الشرق الأوسط، موضحا أن مصر وتركيا وإيران تمثل رمانة الميزان فى الاستقرار ومعادلات الأمن بمنطقة الشرق الأوسط.. وأن قوة إسرائيل مصطنعة. وأكد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا يمكنها قطع المعونة عن مصر، مضيفا "أن سياسات أمريكا في الشرق الأوسط لم يطرأ عليها تغيير بعد أحداث الربيع العربي". وقال "إن زيارة رئيس الوزاء التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة لمصر رجت إسرائيل وأثارت علامات استفهام كثيرة لديها".