قال مستثمرون عالميون إنهم يتقبلون فكرة احتمال عجز الحكومة اليونانية عن سداد ديونها مستحقة الدفع. وأعرب أكثر من تسعة من كل عشرة من 199 مستثمراً من مديرى صناديق الاستثمار -استطلع الاستبيان الشهرى لبنك أوف أميريكا آراءهم خلال أكتوبر-عن اعتقادهم أن اليونان لن تستطيع تفادى العجز عن سداد ديونها، وتوقع سبعة من كل عشرة مستثمرين إعلان اليونان عجزها عن سداد ديونها فى شهر إبريل من عام 2012. وجاء الإجماع الكبير على توقع عجز الحكومة اليونانية، وبدا المستثمرون أقل قلقاً من مخاطر الديون السيادية وأقل تشاؤماً حول آفاق نمو الاقتصاد العالمى، مما كانوا عليه قبل شهر مضى. وهيمنت مخاوف تمويل سداد الديون السيادية لبعض دول الاتحاد الأوروبى على مشاعر المستثمرين فى أكتوبر الحالى، إلا أن حدة المخاوف تراجعت بعض الشىء عن مستوياتها العالية فى سبتمبر الماضى، بينما اعتبر 68% من المستثمرين المشاركين فى الاستبيان سداد الديون السيادية أكبر المخاوف التى كانوا يعانون منها فى سبتمبر، انخفضت تلك النسبة إلى 61 فى المائة فى أكتوبر. واستقرت توقعات انتعاش الاقتصاد العالمى فى أكتوبر عند مستوياتها فى سبتمبر، تراجعت حدة المخاوف من انكماش الاقتصاد العالمى وانخفضت نسبة المشاركين الذين يتوقعون حدوث الانكماش خلال الشهور الاثنى عشر المقبلة، من 40% فى سبتمبر إلى 25% فى أكتوبر. وانخفضت نسبة المشاركين فى الاستبيان الذى يتوقعون ضعف نمو الاقتصاد العالمى فى العام المقبل إلى 15% فى أكتوبر، مقارنة مع 17% فى سبتمبر الماضى. وقال مايكل هارنيت، كبير المحللين الاستراتيجيين للأسهم العالمية فى شركة بنك أوف أميريكا ميريل لينش للبحوث العالمية: "تظهر نتائج الاستبيان أن المستثمرين قد أدخلوا فى حساباتهم احتمال عجز اليونان عن سداد ديونها السيادية بشكل منظَّم، أو أنهم يأملون حدوث ذلك بهذا الشكل". وقال جارى بيكر، رئيس دائرة استراتيجية الأسهم الأوروبية فى شركة بنك أوف أميريكا ميريل لينش للبحوث العالمية "يبدو أن أوروبا بدأت التراجع عن حافة الهاوية، لكن المستثمرين لا يزالون محجمين عن الاستثمار حتى يأتيهم الضوء الأخضر من أوروبا والأسواق الصاعدة على حد سواء". وبين الاستطلاع بأن العالم عزف عن الاستثمار فى الأسواق الأوروبية فى سبتمبر الماضي، لكن حدة هذا الموقف السلبى العالمى من تلك الأسواق آخذة فى التراجع، و أعرب 7% من المشاركين فى استبيان أكتوبر أنهم يرغبون بتقليص استثماراتهم فى منطقة اليورو أكثر من غيرها من المناطق خلال الشهور الاثنى عشر المقبلة، بينما أعرب 8% عن تقليص استثماراتهم فى اليابان خلال العام المقبل. وأظهرت نتائج الاستبيان، أن 29% من مسئولى تخصيص الاستثمارات قلصوا الاستثمار فى أصول منطقة اليورو فى أكتوبر، بانخفاض ملحوظ عن 38 فى المائة منهم فعلوا ذلك فى سبتمبر الماضى، وبينما قلص 26% من أولئك المسئولين استثماراتهم فى الأسهم البريطانية فى سبتمبر، انخفضت تلك النسبة إلى 12 فى المائة فى أكتوبر الجارى.