قال هشام كمال، المتحدث الإعلامى باسم الجبهة السلفية فى مصر، إن أعضاء الجبهة السلفية بالبحر الأحمر يعملون على إقناع عدد من أصحاب الفنادق بالغردقة على تحويل فنادقهم لتعمل طبقاً لأحكام الشريعة الإسلامية، بحيث لا تقدم خمورا لنزلائها ولا تخصص حمامات سباحة مكشوفة للسيدات، وأن يتم فصل حمامات السباحة الخاصة بالرجال عن السيدات. وأضاف كمال، فى تصريحات خاصة لوكالة الأناضول للأنباء، أن الهدف من الخطوة التى تقوم بها الجبهة السلفية هو تحفيز المستثمرين على تقديم أنماط سياحية جديدة تجذب السائح العربى، خاصة الخليجى الذى يصطحب أسرته معه. وحول عدد الفنادق التى يتم التفاوض معها بالغردقة لتتوافق مع أحكام الشريعة، قال كمال، "الجبهة السلفية بالبحر الأحمر هى التى تتولى هذا الملف، باعتبارها جهودا خيرية وإيمانية، وسنعلن عن أى خطة عقب نجاح التفاوض". وأشار المتحدث الإعلامى باسم الجبهة السلفية فى مصر إلى أن أعضاء الجبهة السلفية بالغردقة نجحوا مؤخرا فى إقناع صاحب فندق "ليروا" لتحويله لأول فندق بالمدينة لا يقدم خمورا لنزلائه، رغم أن مالك الفندق لا ينتمى لأى تيار إسلامى. ووسط حضور قوى لقيادات سلفية، افتتح عدد من رجال الأعمال، نهاية إبريل الماضى، أول فندق بالغردقة (على ساحل البحر الأحمر جنوب شرق مصر)، يحظر بيع الكحوليات أو تناولها داخل مطاعمه، ويخصص حمامات سباحة للنساء، ويخصص كذلك أفراد أمن وحراسة وخدمة نسائية للنساء الوافدات فى خطوة عدها محللون أنها تصب فى إطار أسلمة مصر. وقال عبد الباسط عمر، المدير العام التنفيذى بفندق ليروا الغردقة، أول فندق بدون خمور فى مصر، فى تصريحات سابقة للأناضول، إن هناك إقبالاً كبيراً من السياحة الروسية والألمانية على الإقامة بالفندق "على غير المتوقع". وأضاف عبد الباسط، لمراسلة الأناضول، "نستهدف جذب شريحة جديدة من السياحة العربية، خاصة من السعودية ودول الخليج ومصر.. تراجع حركة السياحة الوافدة من أوروبا منذ الثورة عزز موقف الإدارة فى اتخاذ هذه الخطوة.. نستعيض بالسياح العرب عن الأوربيين". وأكد المتحدث الإعلامى باسم الجبهة السلفية أن هناك بدائل كثيرة موجودة فى مصر قادرة على جذب السائح فى حالة عدم تقديم الخمور، وأن دور القائمين على هذا القطاع هو العمل على الاستفادة من هذه البدائل على الوجه الأمثل. وتصنف مدينة الغردقة على أنها واحدة من أبرز المدن السياحية المصرية، وتأتى فى مرتبة تالية بعد مدينة شرم الشيخ، من حيث السياحة الشاطئية، وتضم ما يزيد عن 165 فندقاً بمختلف المناطق، أبرزها فنادق الهيلتون ريزورت الغردقة والمريديان والماريوت بيتش ريزورت، بخلاف الفنادق الموجودة بالجونة القريبة منها التى تضم فنادق 5 نجوم ومنتجعات سياحية فاخرة. وأضاف كمال أن التفاوض مع أصحاب فنادق الغردقة يأتى فى إطار محاولة من التيار الإسلامى لتوفير بدائل وأنماط سياحية جديدة تتوافق مع التقاليد الإسلامية. وتشير بيانات الغرف السياحية بمصر، منذ ثورة 25 يناير 2011، إلى تراجع معدلات الإشغال إلى نحو 50% بالفنادق والمنتجعات السياحية، ما دفع مراقبون بالسوق إلى التعويل على الفنادق "الإسلامية"، فى جذب فئة جديدة من السياح العرب المحافظين، كواحد من العوامل التى تساعد فى عودة النشاط السياحى بمصر إلى سابق عهده فى 2010. وتشكل السياحة، التى تعد أحد أهم ركائز الاقتصاد المصرى، نحو 11.3% من إجمالى الناتج المحلى، وتوفر 15.2% من دخل النقد الأجنبى، و45.1% من صادرات مصر من الخدمات، و9.2% من حجم الاستثمارات فى قطاع الخدمات، وتوفر فرص عمل ل12.6% من إجمالى حجم القوى العاملة (1.8 مليون فرصة عمل مباشرة و1.2 مليون فرصة عمل غير مباشرة)، وفق بيانات حديثة لوزارة السياحة. واستقبلت مصر 14.7 مليون زائر خلال 2010، مما حقق إيرادات قدرها 12.5 مليار دولار، لكن عدد السياح تراجع إلى 9.8 مليون فى العام التالى ليصل دخل القطاع إلى 8.8 مليار دولار، إلا أن القطاع تعافى خلال العام الماضى 2012، حيث وفد 11.5 مليون سائح إلى مصر وارتفعت إيرادات القطاع إلى نحو 10 مليارات دولار. مصدر الخبر : اليوم السابع - عاجل