أكدت مجلة "فورين آفيرز" الأمريكية في مقال نشرته على موقعها على الإنترنت، أن السعودية تسعى من خلال يدها الخفية إلى تقويض الربيع العربي في المنطقة على النحو الذي يحقق مصالحها. وأشارت المجلة في المقال الذي كتبه الكاتب البريطاني جون برادلي، إلى أن المملكة حاولت منذ اجتياح الربيع العربي أن تنأى بنفسها عن الأحداث للحيلولة دون تأثير نسمات هذا الربيع التي تسعى للإطاحة بالأنظمة المستبدة وتحقيق الحرية والديمقراطية. وأشار برادلي المتخصص في شئون الشرق الأوسط في مقال له بعنوان "اليد الخفية للمملكة السعودية في الربيع العربي"، إلى أن السعودية حاولت عرقلة وصول الربيع العربي إلى أراضيها وهو ما ظهر في الاشتباكات العنيفة في مدينة القطيف بين الشيعة وقوات الآمن. وأضاف برادلي أن الحكومة السعودية من جانبها أعلنت بشكل واضح أنها ستضرب بيد من حديد علي أي شخص أو مجموعة تضر بأمن البلاد، موجهة بأصابع اللوم نحو"دولة أجنبية" تقف وراء اندلاع أعمال الشغب في البلاد في إشارة ضمنية إلي عدوها اللدود إيران. وأوضح المقال أن السعودية فتحت أحضانها للديكتاتوريين العرب، ففي يناير المنصرم استقبلت الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي باعتبارها ملاذا له بعدما نجحت " ثورة الياسمين" التونسية في الإطاحة بنظام بن علي، كما عارضت الرياض بشدة تسليم بن علي لمحاكمته ولا يزال الرئيس التونسي المخلوع حتى اليوم في الرياض. وتابع: وبالطبع لم يجد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أمامه سبيل إلا السعودية ليقضي بها رحلته العلاجية التي استمرت ما يزيد على ثلاثة أشهر حيث أنقذ الأطباء السعوديون حياة صالح اثر إصابته بحروق جراء تعرضه لهجوم استهدف مقر الرئاسة. وكذلك عملت المملكة في مارس الماضي علي إرسال قوات لمساعدة البحرين على إخماد موجة من الاحتجاجات المناهضة للحكومة هناك. وزعم برادلي، مؤلف كتاب "كيف خطف الإسلاميون ثورة الشرق الأوسط؟"، الذي من المقرر أن ينشر في ديسمبر المقبل، أن الإسلاميين في دول المنطقة يعملون لصالح الرياض، فمع سقوط الرئيس المصري السابق حسني مبارك كسب السعوديون نفوذا جديدا مع جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين الذين وصفوا بأنهم "الأكثر تشددا".