يُحكى أن فأرًا سقط من أعلى شجرة، فجرى نحوه قِطّ، وقال له "اسم الله عليك"، فرد الفأر "ملكش دعوى .. سيبنى وخلى العفاريت تركبنى" خطرت على بالى تلك النكتة قبل أن أنهى قراءتى لعنوان تناولته مواقع الإنترنت هو "الأمن الوطنى يحذّر الجامعات من طلاب أجانب يبشّرون بالمسيحية". ولستُ هنا للبحث فى مدى شرعية عمليات التبشير، كما لم أتخيل أننى سأتناول شيئًا يخص "الجهاز البائد" المعروف باسم "أمن الدولة" لمجرد خبر منشور، بل كنت أتمنى فتح قضايا قتل واعتقال وتعذيب ضد خيرة شباب المنطقة التى انتمى إليها بصعيد مصر، وقد عاصرت قيامهم بقتل العديد من الأشخاص، أحدهم نشرت عنه الصحف فى اليوم التالى أنه قائد الجناح العسكرى لتنظيم الجماعة الإسلامية، على الرغم من أن أهل قريته أكدوا أنه لا يعرف من هذه الجماعات فردًا واحدًا، ولن نتحدث هنا حول ما إذا كانت تلك الجماعات مذنبة أم لا، وما نحن بصدده هو أن جهاز الأمن الوطنى يضم أعضاء الكيان القديم الذين ساهموا بالقدر الأكبر فى كبت الناس واحتقانهم، وأعتقد أنهم سبب خراب البلد خلال السنوات الماضية من أول اللواء حسن عبد الرحمن حتى "خلف" مخبرهم الجاهل بمنطقتنا الذى كان يبتسم له أساتذة الجامعات وصفوة المجتمع نفاقًا ويكرهون أعينهم بمجرد مشاهدته. وما نعلمه أن للجهاز الجديد دورًا مختلفًا بعيدًا عن الملف الديني، وعلى الرغم من أننى من مؤيدى حله نهائيا، أقول لهم - وأعتقد أن معى الكثيرين - اتركوا المسيحيين واليهود والبوذيين واللا دينيين يبشّرون، فلدينا مؤسسات دينية وعلى رأسها الأزهر الشريف وعلماء يمتلكون القدرة بجدارة على التصدى لأى محاولات مشبوهة، أما انتم فأرسل لكم قول الفأر "ملكوش مليون دعوى .. وسيبوا عفاريت الدنيا تركبنا" .. فأهلاً بالعفاريت، أما أنتم مرة أخرى فلا وألف لا. وسيأتى يومًا تحصدون فيه ما جنت أيديكم.