تحالف 4 أشرار مع الشيطان ودخلوا معه فى سباق، ليؤكدوا أنهم الأفضل منه شراً، واتخذوا الشر مبدأ لهم.. "نونة، أحمد، عماد، هبة" مجونين بالإجرام ولم يتورعوا للحصول على المال بأى وسيلة، وبأسرع وقت، حتى لو كان بترويع الأبرياء، مستخدمين الأسلحة البيضاء لتهديدهم وترويعهم لسرقة سيارتهم بالإكراه. اعتقدوا واهمين مما حصل للبلاد مؤخراً من انفلات أمنى أنهم يستطيعون الفرار من قبضة رجال الشرطة، وأن عصا القانون لم تطلهم، لكن فى النهاية المحتمة دائماً بسقوط الخارجين عن القانون والعناصر الخطرة فى قبضة يد رجال الشرطة، ومن بينهم سقوط عصابة نونة للسرقة بالإكراه. توجهت "المشهد" فى تمام الساعة الخامسة مساء إلى مركز شرطة أبو نمرس، وتقابلنا مع العقل المدبر للجريمة فى حوار خاص، فاطمة محمد 29 سنة بائعة شاى، والشهيرة "نونة" سبق اتهامها فى قضايا سابقة ومطلوبة للتنفذ عليها فى عدة أحكام قضائية، والمتهمة بقتل أحمد شوقى (40 سنة -سائق تاكسى) بالاشتراك مع ثلاثة من أصدقائها. طلبنا من نونة أن تروى لنا تفاصيل الحادث، بدأت كلامها بأن أحمد هو السبب فى كل ما حدث، وبسؤالها من هو أحمد؟ قالت بأنها تعرفت عليه على مقهى أشبه بغرزة فى شبرامنت، ثم أصبحت علاقتنا ببعض متعمقة، وفى يوم كنا جالسين على المقهى، الذى كنا دائماً نتقابل فيه، عرض عليا أن نسرق تاكسى لكى نحصل على مبلغ مغرى، وكنت فى ذلك الوقت فى أمس الحاجة إلى المال، وقد أغرانى المبلغ الذى عرض علىَّ، لكنه أكد حاجتنا إلى شخصين لكى يساعدونا فى عملية السرقة، ثم اقترحت عليه هبة صديقتى وعماد ليساعدونا فى العملية، وعرضت عليهم الفكرة ووافقوا فى الحال، لأن المبلغ كان مغرياً بنسبة لهم، واستطاع أحمد السيطرة عليهم بمساعدتى له، وبالفعل تقابلنا على الغرزة للتخطيط لعملية السرقة، ولكن أحمد كان يتزعمنا ويخطط ما على كل واحد منا أن يفعله؟ واتفقنا بأن نتقابل ثانى يوم الساعة الثانية عشرة منتصف الليل فى نفس المكان لتنفيذ الخطة.. وتوجهنا إلى أول الشارع لنستوقف سيارة تاكسى، وكان من سوء حظ هذا السائق. أضافت نونة، أنهم ركبوا السيارة، حيث كان عماد جالساً بجانب السائق من الأمام، وهبة وأحمد وأنا من الخلف، وتم استدراجه إلى منطقة بعيدة ونائية من السكان ويقل بها حركة الناس. توجهنا من شارع الطلبية إلى منطقة شبرامنت، وتوجه السائق كما أدلوه إلى المنطقة، وهو ولا حول ولا قوة، ولم يعرف ماذا كان يخبئ له القدر من معاناة، وبالفعل توجه إلى المكان الذى استدرجناه إليه إذا فوجئ بأحمد من الخلف هجم عليه دون أى مقدمات، وقام بإشهار مطواة على رقبته، وتمت إصابته، لكنها لم تودى بحياته ثم قمت أنا وهبة بخنقه بإيشارب، وبالرغم من كل هذا التعذيب لم نستطع القضاء عليه، وكان (أحمد شوقى 30 سنة سائق التاكسى) فى حالة يرثى لها، وكان يتنفس بصعوبة وتجمدت الكلمات فى فمه، ولا يقوى على الكلام ودموعه تسيل عنوة عنه، تغرق ملامح وجهه الذى أرهقه التعذيب، وقال لهم بصوت محنوق، وهو يتوسل إليهم بأن يتركوه فى حال سبيله، لان ليديه أطفال يريد أن يسعى فى تربتهم، لكنهم أشخاض معدومو الضمير ومنزوع من قلوبهم الرحمة، حيث قام الثانى من الأمام بطعنه فى ساقه اليمنى أربعة طعنات بمطواة كانت بحوزته، لم يسطع أحمد التحمل هذا العذاب من هؤلاء الشياطين، توجه أحمد رئيس العصابة إلى مكان السائق لكى يتولى القيادة بدلاً منه، وأصبح السائق يتوسط بين عماد وأحمد. فى ذلك الوقت كانت هناك سيارة دورية أمنية متوجهة إليهم، بقيادة النقيبين مصطفى عمران وهادى عبد الرؤوف ضابطين بقسم شرطة أبو نمرس اشتبهوا بسيارة التاكسى وقاموا بالتوجه إليها، لكن فى ذلك الوقت فكرت نونة وهبة بأن يقوما بالوعيل والصراخ بأن أبوهم مصاب، وهم ذاهبين به إلى المستشفى، لكن الضباط اشتبهوا بالسيارة والأكثر اشتباهاً عندما شاهدوا شخصاً مصاباً بسجات متفرقة بالرقبة والساق، وكان "غرقان" ببحر من الدماء، وكان فى حالة يرثى لها، وكان فى حالة إغماء، تم إلقاء القبض عليهم، وتم نقل المصاب فى الحال إلى أقرب مستشفى ونقل المتهمين إلى مركز شرطة أبو نمرس.