اختلفت مشاعر البريطانيين إزاء وفاة رئيسة الوزراء السابقة مارغريت تاتشر، الاثنين عن 87 عاما، بين إعجاب شديد بشخصيتها وحزن لرحيلها، وبين كره واضح لسياستها وفرح بوفاتها. وجابت مسيرات لسكان بضاحية بريكستون جنوبي لندن للتعبير عن فرحهم لوفاة تاتشر، ووصفوها بسارقة الحليب نسبة لإيقافها توزيع الحليب مجانا على الأطفال في المدارس وتخصص ميزانيته لبناء مدارس جديدة. وعبرت سيدة بريطانية قائلة: "تاتشر كانت السبب في بؤسي عندما كنت شابة وهي مسؤولة عما نعيشه اليوم من فقر وعوز، كانت صارمة في سياستها وأنا أحملها المسؤولية الكاملة عن الفقر في مجتمعنا". وقال عمال المناجم في بريطانيا واصفين وفاة تاتشر بالحدث العظيم، إذ كانت قد اصطدمت بهم في ثمانينيات القرن الماضي بعد رفضها تحقيق مطالب النقابات العمالية. وأوضح أمين عام اتحاد عمال المناجم بمدينة درهام ، ديفيد هوبر: "يبدو اليوم من أسعد أيام أعياد ميلادي"، وألمح عمال المناجم إلى أنهم قد ينظمون مظاهرة بالتزامن مع جنازتها. قائلا "لقد كانت بلا شك تكره العمال ، ولدي ذكريات مريرة للغاية لما فعلته (..) لقد قامت بتأليب الدولة كلها علينا، وقد كان العنف الذي تعرضنا له رهيبا". بينما عبر آخرون عن حزنهم البالغ لوفاة مارغريت تاتشر، ورأى كثيرون أن تاتشر كان لها أثر كبير في دعم بريطانيا خلال سنوات رئاستها للوزراء. الجنازة وتجرى الاستعدادات التحضيرية لجنازة تاتشر، التي تم نقل جثمانها بعد وقت قصير من منتصف ليل الثلاثاء في سيارة إسعاف خاصة من فندق ريتز وسط لندن حيث أصيبت بجلطة، وتوفيت صباح الاثنين. ومن المتوقع أن يشيع جثمان تاتشر الأسبوع المقبل من كاتدرائية سان بول، على الرغم من عدم تحديد موعد حتى الآن. وأعرب بعض النواب المحافظين عن خيبة أملهم من عدم منح تاتشر (87 عاما) جنازة رسمية بكامل مراسمها بناء على رغبة أسرتها، بينما لن يستطيع أيضا الجمهور من حضور الجنازة. يذكر أن كان آخر جنازة رسمية غير ملكية كانت للسير ونستون تشرشل في عام 1965.