فى السنوات السابقة كانت أصوات الغالبية العظمى من أهالى دائرة منوف بالمنوفية تذهب لأحمد عز – رجل الأعمال المحبوس على ذمة قضايا فساد وأمين التنظيم بالحزب "المنحل"- فهو الوحيد القادر على شراء الأصوات بأى ثمن واكتساح الدائرة بدون تزوير. عز كان يقدم رشاوى انتخابية علنية وواضحة للجميع، ولا يستطيع أحد أن يقاومها، مثلاً "أتوبيسات تنقل طلبة الوطنى فقط بالمجان لمدارسهم وكلياتهم..وسماد للفلاحين..وبطاطين ومعارض ملابس..وأموال نقدية"، وغيرها من الأشياء التى كانت تجبر أهالى دائرته على منحه أصواتهم طواعية, وبعد أن ذهب عز أسرع الإخوان المسلمون فى محاولة لوراثة الوطنى والسيطرة على أصوات عائلات قرى "منشية سلطان والحامول وسرس الليان"، والسعى لضم بعض أفرادها لحزب "الحرية والعدالة" حتى وإن كانوا من الفلول وأعضاء سابقين فى الوطنى، إلا أن محاولات الإخوان باءت بالفشل. بعض أبناء الدائرة المستقلين تحركوا، مثل د.رضا النحراوى حاول الظهور بعد ذهاب عز، وبالفعل كسب أرضية أكبر عن طريق عائلته التى تعتبر من أكبر عائلات منوف. حزب مصر القومى - الذى أسسه طلعت السادات عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة تلا بالمنوفية - حاول ضم عدد كبير من قيادات الوطنى المنحل فى محاولة لكسب أكبر عدد من الأصوات. أما دائرة الباجور، فإن أصواتها التى كانت تذهب لكمال الشاذلى - قبل وفاته - فقد سعى الإخوان للعب على المقعد، إلا أن ما حدث فى مؤتمرهم -الذى أقيم مؤخراً هناك وفشلهم فى حشد الناس، كما يحدث فى المؤتمرات السابقة- يؤكد أنهم سيواجهون صعوبة من أجل الفوز بأصوات الباجور التى ظل الكثير منها وفياً حتى الآن للشاذلى. إلا أن بعض عائلات قرى الباجور ما زالت تقف وراء محمد كامل المحامى وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد والمنافس الشرس للشاذلى، الذى كان دائماً يحتل المركز الثانى فى عدد الأصوات بعد الشاذلى.. وهو ما يؤكد أن الوفد سينجح فى اقتناص المقعد.. لكن كلام أهالى الباجور يؤكد أنهم لن يفرطوا فى كرسى الشاذلى بهذه السهولة، خاصة بعد وصيته الأخيرة لهم فى مؤتمره بالباجور قبل موته بأيام. أما الأقرب والذى لم يعلن عن نفسه حتى الآن رغم إجماع كثير من العائلات عليه، فهو أحمد مختار - الصحفى بجريدة الأهرام المسائى وابن قرية "مناوهلة"- فهو على وشك اقتناص مقعد الباجور. باقى دوائر المنوفية رغم عدم وجود عائلات كبرى بها تستطيع الأحزاب والمرشحون عمل تربيطات معها، إلا أن أعضاء الجالس المحلية المنحلة فى القرى بأيديهم الكثير.. لكن مع كثرة الروابط الشبابية فى القرى يتأزم الموقف لكثرة الاختلافات بين الشباب الذين أصبحوا يوجهون أنفسهم ويتبادلون المعلومات والآراء من خلال الروابط التى انتشرت فى القرى بعد الثورة.