عقدت " ورشة الزيتون" مساء أمس ندوة لمناقشة رواية "الحالة دايت- سيرة الحياة والموت"، أحدث أعمال الروائي سيد الوكيل. في بداية الندوة تحدث الكاتب شعبان يوسف، مدير الورشة، قائلا: " إن "الحالة دايت" هي ذروة أعمال الوكيل الإبداعية، خاصة في موضوع الموت الذي تناوله الكاتب كثيرا في أعمال سابقة، لكني في هذا العمل شعرت بحالة تمرد مغلفة بروح الكتابة الكافكاوية أو الكابوسية، لكن بروح مرحة". من جانبها قالت الكاتبة هويدا صالح: " استطاع الوكيل أن يصوغ خلطة سحرية بين النقد والإبداع، عندما تحدث عن الموت بطريقة خالية من الاكتئاب باستخدامه روح السخرية، ليتحدث عن معنى الموت برؤيته الشخصية وشخصيات راحلة كانت قريبة منه مثل الكاتب محمد مستجاب والمترجم سيد عبد الخالق، وشخصيات أخرى مدفونة في ذاكرته، تطارده وتريد منه أن يُدخلها في قصصه، إنها رواية تكشف التاريخ السري للأموات ". وأشار الناقد الدكتور محمد حسن عبد الله إلى العنوان الفرعي للكتاب هو (سيرة الموت والكتابة)، مؤكدا أن الوكيل كتب كلمة موت قبل الكتابة، خوفا على الكتابة أن تموت بدون أن تدون شيئا عن رؤيته للموت، في كتاب استطاع صاحبه أن يكتب السيرة الذاتية بشكل فني، مثلما فعل لويس عوض وطه حسين، وليس بشكل وثائقي". أضاف عبد الله: أن الوكيل كتب العمل بلغة ممزوجة بالعامية والفصحي من أجل تأمل الموت في العبارات التي يرددها الناس عن الأموات مثل البقاء لله والحي ابقئ من الميت وتحدث عن شخصيات التي ظهرت في اعماله الأبداعية السابقة، بجانب ذلك استطاع أن يتناول أعمال اصدقائه الكتاب الذين رحلوا مثل محمد مستجاب ونعمات البحيري يقوم بدراسة أعمالهم الأبداعية ويحاول أن يقوم بكشف تاريخهم السري بلغة رصينة محافظة على حالة التشويق للعمل. وأخيرا تحدث الوكيل عن أحدث أعماله قائلا: " بعدما شعرت أنني داخل حياة أقرب إلى العمل الروائي، لم تصل إلى نهايتها بعد، بالإضافة إلى الاكتئاب الذي أصابني بعد ما شاهدت شهداء محرقة قصر ثقافة بني سويف، قررت أن أكتب هذا الكتاب حتى أستطيع أواجه به الذكريات".