تشهد العاصمة اليمنية هدوءً ملحوظًا منذ الليلة الماضية بعد توقف عمليات القصف وتبادل إطلاق النار الذي شهدته مناطق متفرقة من العاصمة طوال الأسبوع الماضي بين القوات الحكومية وعناصر مسلحة موالية للفرقة الأولى مدرع المنشقة عن الجيش ومن يساندها من العناصر المسلحة الموالية لبعض قوى المعارضة خاصة الإخوان المسلمين. وكانت الأوضاع الأمنية بالعاصمة قد تدهورت طوال الأسبوع الماضي وتصاعدت حدتها أمس الأول نتيجة مواجهات متقطعة وعنيفة بين القوات الحكومية ممثلة في قوات الحرس الجمهوري وقوات الأمن المركزي وبين قوات الفرقة الأولى مدرع المنشقة عن الجيش وهي الفرقة التي توفر الحماية للمناهضين للنظام، المعتصمين بالساحة الرئيسية أمام جامعة صنعاء. وإزاء هذه التطورات، دعا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى وقف إطلاق النار في العاصمة، سواء من جانب القوات الحكومية أو من جانب القوات الموالية للمعارضة، ورغم ذلك اشتدت حدة المواجهات بين الجانبين، وسط اتهامات متبادلة من كل جانب للآخر بأنه من بدأ الاعتداءات. ويرى المراقبون أن الهدوء الذي تشهده العاصمة منذ الليلة الماضية، ربما يرجع إلى التزام طرفي المواجهة بالتوجيهات الرئاسية بوقف المظاهر المسلحة في العاصمة سواء من جانب القوات الحكومية أو العناصر المسلحة الموالية للمعارضة. ويشيرون إلى أن عودة الهدوء قد يؤدى إلى إتاحة الفرصة والمناخ الهادئ لبدء حوار وطني بين القوى السياسية المختلفة من أجل حل الأزمة السياسية الراهنة، ذلك ما لم تحدث اختراقات من أي جانب. وقد انعكس هذا الهدوء وتوقف المواجهات المسلحة حيث عادت المواصلات العامة والخاصة إلى السير في عدة شوارع كانت مغلقة تمامًا أمام حركة المرور، كما عاودت المحال التجارية فتح أبوابها أمام الجمهور وبشكل كبير. ورغم عودة بعض مظاهر الحياة الطبيعية إلى شوارع العاصمة، فإن التواجد الأمني ما زال مكثفًا، غير أنه لا يتسبب في أي مضايقات، باستثناء تحويل بعض المسارات المرورية أمام حركة السيارات، ويبدو أن ذلك يرجع إلى عدم الثقة في إمكانية استمرار الهدوء، إذا ما وقعت أي اختراقات من قبل أي من العناصر المسلحة الموالية للمعارضة.