كشفت بي بي سي أن شركة بريطانية للبرمجيات عرضت علي حكومة النظام السابق بيع برنامج كمبيوتر للتجسس على الانترنت لمصر لتستخدمه في استهداف الناشطين. تشير وثائق عثر عليها في مقر مباحث أمن الدولة إلى أن البرنامج استخدم لفترة تجريبية لمدة 5 أشهر نهاية العام الماضي. وتنفي شركة جاما انترناشيونال انها قدمت البرنامج لمصر، وهو يصيب أجهزة الكمبيوتر بفيروس يتجسس على الاتصالات الصوتية عبر الانترنت والبريد الاليكتروني، ويقول وزير الخارجية البريطاني انه سيراجع قيود التصدير "بشكل دقيق". قال وليام هيج المسؤول في الحكومة البريطانية عن قضايا امن الكمبيوتر، بعد اطلاعه على ادلة جمعتها بي بي سي: "ان تصدير اي سلع يمكن ان تستخدم في القمع هو امر نود ان نوقفه". لكنه اعترف ان القانون الذي يحكم تصدير برامج الكمبيوتر غير حاسم. كانت بي بي سي عثرت على تلك الوثائق في مقر مباحث امن الدولة في القاهرة الذي تعرض للنهب في وقت سابق من العام. تتحدث الوثائق عن عرض شركة جاما انترناشيونال يو كيه ليمتد تقديم برنامج كمبيوتر يسمى فينفيشر، يستخدم من قبل العديد من اجهزة الاستخبارات والامن في العالم ليمكنها من الوصول سرا الى كمبيوترات الناس. تصف الوثائق التابعة لوحدة الاختراق الاليكتروني في مباحث امن الدولة البرنامج بانه "نظام الامن الوحيد في العالم" القادر على التلصص على المحادثات الهاتفية على برنامج سكايب عبر الانترنت. تعرض الوثائق بالتفصيل نتائج تجربة البرنامج لمدة 5 اشهر والنتيجة "انه نظام اليكتروني فعال لاختراق الانظمة المؤمنة التي توصل الى الرسائل في بريد هوتميل وياهو وجي ميل". وكشفت وثيقة عثرت عليها شبكة التليفزيون الالمانية ام دي ار عن اول ضحية معروف لبرنامج فينفيشر. تصف الوثيقة كيف انه خلال فترة تجريب البرنامج تمكنت مباحث أمن الدولة في مصر من اختراق محادثات صوتية عبر سكايب وتسجيلها. شركة جاما انترناشيونال مملوكة لبريطاني يبلغ من العمر 49 عاما هو لوثيان نيلسون ولديه عناوين مسجلة في سالزبوري وهامبورغ وبيروت. حاولت بي بي سي سؤال نيلسون عن التناقض بين قول شركته انها لم تبع البرنامج لمصر وبين المعلومات في الوثائق المصرية، الا انه لم يجب عن استفسارات بي بي سي.