عندما سألتني مراسلة تليفزيون أجنبية يوم الجمعة عن توقعاتي للجمعية العمومية للصحفيين هل ستكتمل وتتم العملية الانتخابية أم لا؟ أجبتها: الاحتمالان واردان.. إذا اكتملت وتم انتخاب النقيب والأعضاء الستة يكون للصحفيين يوم عيد واحد وإن لم تكتمل وأعيدت بعد أسبوعين سيقضي الصحفيون يوم عيد ثان. تعودنا أن يكون يوم الجمعية العمومية احتفالية نرى فيها زملاء لم نرهم منذ سنوات نتبادل السلام والأحضان نسترجع الذكريات ونناقش أحوال المهنة نتبادل الآراء نتفق ونختلف ويبقى بيننا الاحترام والحب. يوم الجمعة الماضي أول مارس أصرت أسرتي وزوجي وبناتي على حضور الجمعية العمومية داعمين لى كمرشحة في الانتخابات، وحضر زميلات بناتي للمشاركة في توزيع الدعاية ارتدوا التيشرت الأبيض والإيشارب الوردي ووقفن على مدخل السرادق يوزعن البرنامج الانتخابي. فجأة حدث الاعتداء على الزميل ممدوح الولي - نقيب الصحفيين الذى قرر عدم خوض الانتخابات - لم أشاهد الواقعة ولكن تفاصيلها وصلت من خلال ثلاثة مصادر: "الزميلة ثناء كراس - نائب رئيس تحرير الأحرار- والزميل محمد السويدي - أحد المرشحين - والزميل عزت سلامة "إضافة إلى ماشاهدته ابنتي وصديقاتها حالة تربص اعتداء تم الترتيب له من مجموعة استغلت الشهيد الحسيني أبو ضيف - الذي استثمروا دمه ورقصوا على جثته - كما استغلوا جهده حيًا. الصفعة التي تلقاها ممدوح الولي لم تكن موجهة له وإنما للجماعة الصحفية ومن صمت عن ضرب النقيب داخل نقابته وبين زملائه ينتظر غدًا صفعة أقوى. ماحدث فى الجمعية العمومية أعاد إلى الذاكرة حادث الاعتداء على الأستاذ مكرم محمد أحمد - الذي اعتدوا عليه بالضرب وأوقعوه على الأرض دون احترام لسنه أو عطائه للنقابة والمهنة بحجة أنه كان ضد الثورة، ضربوا رجلا تعدى السبعين في نفس المكان الذي احتفلوا به عندما أعلنوا فوزه نقيبًا مرددين "الكبير كبير مش عايزين تغيير". رغم دلالة الهتاف الذي كان يحمل وقتها إسقاطا سياسيا على مبارك لم تكن تلك الجمعية العمومية - التي ظهر فيها بعض الصحفيين متجردين من أصول الزمالة والأخلاقيات العامة فضلًًا عن المهنية - ولكن الجمعية العمومية التي انعقدت بعد انتهاء الجمعية الدستورية من إقرارالدستور شاهد العالم على الفضائيات حوار الأحذية وتبادل ألفاظ بذيئة. صورتنا أصبحت أسود من قرن الخروب وإذا تم استطلاع رأي الناس في الصحفيين ستكون النتيجة صادمة، المهنة المنوط بها التأثير بهدف التغيير لم تعد كما كانت.. فقدنا ثقة الناس بسبب الصورة التي صدرناها في الجمعيات العمومية ونقلتها الفضائيات على الهواء، إضافة إلى تجاوزات بعض المنتسبيين للمهنة. إعادة بناء الثقة وإعادة رسم الصورة الذهنية عن المهنة لدى الناس يحتاج إلى جهد مكثف من مجلس نقابة مهني كفء غيور على المهنة يقاتل من أجل حمايتها.. على الجماعة الصحفية مسئولية الاختيار، من بين المتقدمين من هوجدير.. ليس بالضرورة أن تكون الأسماء معروفة فمن بين المتقدمين شباب سيرتهم الذاتية وبرامجهم تعكس اهتمامهم وغيرتهم على المهنة، لاتعيدوا إنتاج من صمت أو شارك أو خطط لضرب النقيب وأدخل لغة الحواري و حديث الأحذية النقابة. اليوم الصفعة أصابت ممدوح الولي وغدًا ستنالنا جميعًا، الذين فرحوا بصفعة على قفا النقيب لا يستحقون شرف تمثيل الصحفيين، الصفعة نالت من قفا الجماعة الصحفية. بعد إعلان عدم اكتمال الجمعية العمومية وتحديد موعد آخر لانعقادها بربع العدد فقط طلب زوجي مني إعادة النظر والتفكير في خطوة ترشحي ووجدت بناتي متحمسات لطلب إعادة التفكير بنفس درجة حماسهم لترشحي ولكن دون أن أعيد تفكير قررت الاستمرار بحماس أكبر وإصرار أشد.. مهنتنا في خطر وتحتاج جهدنا جميعًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. إذا كان حادث الاعتداء على النقيب رسالة لإرهاب أي مرشح محترم فالرد الرسالة أخطأت العنوان: "لن نترك مهنتنا ونقابتنا وسنبذل أقصى جهد للارتقاء بالمهنة والعمل النقابي".