قليلون من المتخصصين فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كانوا يعرفون اسم الدكتور حازم عبد العظيم قبل الثورة، لكن الرجل أصبح أحد الأسماء البارزة فى مصر بعد الثورة خاصة بعد الواقعة الشهيرة التى تم فيها إلغاء تكليفه بوزارة الاتصالات قبل أداء اليمين الدستورية. فمن هو د. حازم عبد العظيم؟ وما قصته مع الحكومة قبل الثورة ثم مع الثورة نفسها ثم مع وزارة الاتصالات التى عاد إليها مديرًا لمركز الإبداع بعد ان استبعد من منصب الوزير ثم عاد مرة أخرى ليستقيل من مركز الإبداع. ولم يكن الدكتور حازم عبد العظيم بعيدًا عن وزارة الاتصالات فى حكومة الدكتور أحمد نظيف، حيث كان مستشارًا للدكتور طارق كامل - وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات - بعد أن ترك شركة خاصة كان يعمل بها ليتولى مسؤوليته، وبعد ذلك تولى رئاسة هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "ايتيدا" وهى الهيئة المسؤولة عن أنشطة قطاع تكنولوجيا المعلومات والشركات التى تعمل فى هذا المجال، وفى نفس الوقت كان الدكتور محمد سالم - وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الحالى - مديرًا لمعهد تكنولوجيا المعلومات التابع للوزارة أيضًا. فى هذا الوقت لم تكن للدكتور حازم أى أنشطة سياسية ولا آراء معارضة وإن عرف عنه إخلاصه الشديد لعمله وعزفه عن الإدلاء بتصريحات، لكنه صرح فى هذا الوقت بأنه سيترك منصبه بعد أن ينتهى عقده ولن يجدده مرة أخرى. ومع أول دعوة للتظاهر من جانب حركة "6 أبريل" ظهر نشاط الدكتور حازم مؤيدًا للتظاهر ومعارضًا للنظام على ال"فيس بوك" وهو ما سبب حرجًا له وللوزارة حينئذ حيث لم يكن طبيعيًا على مسؤول كبير بالحكومة أن يظهر معارضته للنظام علنًا وأن يكون له نشاط مؤيد لحركة "6 أبريل" وللاحتجاجات. وعندما استشعر الدكتور حازم حرج موقفه وموقف الدكتور طارق كامل - وزير الاتصالات - الذى كان يثق فيه وأيضًا حرج الدكتور أحمد نظيف الذى كان الدكتور حازم يحترمه بعيدًا عن معارضته القوية للنظام، طلب الدكتور حازم أن يستقيل من منصبه، حيث كانت هناك جلسة طويلة بين الدكتور حازم والدكتور طارق بهذا الشأن، أصر فيها حازم على الاستقالة ليكون حرًا فى التعبير عن آرائه. فى هذا الوقت كان د. حازم يتعرض للتهديد من جانب أمن الدولة والذى وصل إلى حد تهديد حياته لكنه مضى فى معارضته للنظام حتى جاء الدكتور البرادعى لمصر، فانضم حازم لمؤيديه ولحركة التغيير. وزاد حازم من نشاطه السياسى ومعارضته للنظام حتى تفجرت ثورة 25 يناير التى شارك فيها، وبعد نجاح الثورة ومع تشكيل حكومة الدكتور عصام شرف لتعبر عن الثورة، وقع عليه الاختيار وزيرًا للاتصالات وقابل الدكتورعصام شرف وأدلى بتصريحات صحفية وتليفزيونية تحدث فيها عن خططه للوزارة وأهمها تطبيق التصويت الإلكترونى لإتاحة الفرصة للعاملين بالخارج للمشاركة فى الانتخابات. لكن فجأة وقبل ساعات من حلف اليمين تم استبعاد عبد العظيم وذلك بعد نشر أحد المواقع تقريرًا جاء فيه أن عبد العظيم كان شريكًا فى شركة خاصة لها علاقات تعاون مع إسرائيل وأنه حضر اجتماعات مع رجال أعمال إسرائيليين. ومع استبعاد حازم تفجر الموقف ودخل الرجل حرب تصريحات مع الدكتور على السلمى - نائب رئيس الوزراء - كادت أن تتحول لقضايا أمام المحاكم، حتى تدخل الدكتور محمد سالم - وزير الاتصالات الجديد - والصديق القديم للدكتور حازم لتهدئة الوضع. وتبادل الدكتور سالم والدكتور حازم التهانئ والتقدير على ال"فيس بوك" ليعبرا عن روح قيادات قطاع الاتصالات البعيدة عن الخصام والمعارك. وبعد أيام تم الإعلان عن اختيار الدكتور حازم عبد العظيم مديرًا لمركز الإبداع التكنولوجى بوزارة الاتصالات وهو المنصب الذى خلا باختيار المدير السابق له الدكتور طارق السعدنى رئيسًا لهيئة البريد. ولم تمض فترة طويلة حتى أعلن الدكتور حازم عن استقالته من منصبه بسبب ما وصفه بأنه ضغوط لعدم الإدلاء بتصريحات صحفية أو الحديث للإعلام دون إذن من الوزير، وهى التعليمات التى قيل إنها تعميم من رئاسة الوزراء وليس من الوزارة فقط لتنظيم العمل، لكن الدكتور حازم أكد أن الأمر الموضوع لا يخص العمل لكنه حظر عليه إبداء رأيه فى القضايا العامة وهو ما يرفضه لأنه يتعارض مع حقه فى التعبير لذلك استقال حتى لا يكون المنصب الحكومى قيدًا عليه. والمهم أن الدكتور حازم برأ تمامًا الدكتور محمد سالم من هذا الموقف وقال إن التعليمات من مجلس الوزراء وليس الوزير، رافضًا أى وصف للدكتور محمد سالم بأنه من الفلول أو يعبر عن فكر النظام السابق، ومؤكدًا أن الدكتور سالم لم يكن أبدًا من الفلول. ويذكر للدكتور حازم أيضًا أنه يحمل للدكتور طارق كل تقدير ويدعو له بالشفاء من مرضه الذى يعالج بسببه فى فرنسا. أما بالنسبة لموقفه من الدكتور أحمد نظيف فقد تجنب الدكتور حازم الإساءة إليه بأى كلمة. بقى أن نشير إلى الشعار الذى يضعه الدكتور حازم على حسابه على "تويتر" والذى يقول فيه "وزير مخلوع صحيح.. بس مصرى مزروع فى أرض مصر".