تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى امتلاك قدرات دفاعية عسكرية أكثر تطورا وأعلى تقنية، في استراتيجية تجمع بين مشروعات مشتركة مع شركات أجنبية وبرنامج تلزم فيه الاتفاقيات الشركات بنقل التكنولوجيا والمهارات إلى الدولة. وقال تيودور كاراسيك مدير البحث لدى معهد التحليل العسكري للشرق الأدنى والخليج "الهدف من امتلاك الإمارات صناعة دفاع محلية المنشأ هو الاكتفاء الذاتي والتخلص من القبضة الخانقة لدول بعينها"، موضحا أن" الولاياتالمتحدة تملك بعض أكثر القدرات التكنولوجية تقدما لكن بسبب القيود على نقل التكنولوجيا إلى دول أخرى تريد الإمارات إيجاد حلول من مناطق أخرى لتلك المشكلات". وتشير برقيات دبلوماسية مسربة نشرها موقع ويكيليكس الالكتروني إلى أن الامارات والسعودية من بين عدة دول طلبت من مسؤولين أمريكيين شراء طائرات دون طيار مسلحة لكن الطلبات قوبلت بالرفض، ومنحت الامارات هذا الأسبوع عقدا لشراء نسخة غير مسلحة من الطائرة دون طيار "بريدتور" من شركة "جنرال اوتوميكس" الأمريكية. من ناحيته، قال المتحدث العسكري الاماراتي عبيد الكتبي في مؤتمر صحفي خلال معرض الدفاع الدولي (ايدكس) الذي ينظم كل عامين في ابوظبي إن الهدف هو دعم القدرات الدفاعية والمشاركة في تنويع الاقتصاد، موضحا أن الامارات تعمل بقوة من خلال مشروعات مشتركة على هذه الاستراتيجية للقدرات الدفاعية والصناعية. وقال ديفيد ريث مدير استشارات الفضاء والدفاع لأوروبا والشرق الأوسط وافريقيا في شركة "آي.اتش.اس جينز" إنه من المتوقع أن تنفق الامارات ما يصل إلى 12.9 مليار دولار سنويا على الدفاع خلال السنوات الثلاث القادمة مقارنة مع 9.3 مليار دولار في 2011. وأضاف أن دول الخليج العربية في طريقها لتحقيق نمو سنوي إجمالي بنسبة 4.6 في المئة في الانفاق الدفاعي خلال السنوات القليلة القادمة تموله إيرادات هائلة من مبيعات النفط والغاز. وعلى النقيض من المتوقع أن يبلغ المعدل السنوي العالمي 1.3 في المئة خلال الفترة نفسها. ومن المتوقع نمو الميزانية الدفاعية الصينية تسعة في المئة خلال نفس الفترة. وقال علي الظاهري المصمم العام بشركة أدكوم للأنظمة وهي شركة خاصة مقرها أبوظبي تصنع وتصدر الطائرات دون طيار إن التكنولوجيا المتطورة والعمل على نطاق صغير هو أفضل سبيل للمضي قدما بالنسبة للتصنيع الدفاعي المحلي بالامارات، وأضاف أنهم لا يهتمون بالصناعة ذات النطاق الاكبر لأن بلدهم صغير وكل عمليات التصنيع هناك ستكون على الأرجح عالية التكنولوجيا وعلى نطاق صغير وستكون الخدمات أيضا جزءا منها. وأبرمت الامارات بالفعل عدة اتفاقات دفاعبة مشتركة مع شركات عالمية بينها بوينج ولوكهيد مارتن. وفي السياق نفسه، قال محللون وخبراء في القطاع إنه ينبغي لدول الخليج التنسيق إذا أرادوا لمنطقتهم أن تطور قاعدة صناعية دفاعية واسعة، لكن كشف كاراسيك عن إن الارتياب والتنافس بين دول الخليج يمنعان أي تنسيق في هذا الشأن وإن الامارات تقود الجهود الآن. وقال "في المدى القريب لا أتوقع وحدة أو انتظاما في صناعة الدفاع بمنطقة الخليج لكنني أتوقع أن يسير كثير من الدول على خطى الامارات.