شهادة وفاة لوزارة الخارجية ! دبلوماسية مهمشة لصالح مبعوث الإخوان .. ومصريون مهانون تغلق السفارات أبوابها في وجوههم فساد مالي وإداري يحول واجهة كرامة مصر إلى محطة استجداء علامات الوفاة * أمتهان الكرامة الوطنية - الدولة تغمض عينيها عن جلد وفاء وتتخلى عن الجيزاوي وتدفع أسرته لتقديم"استرحام مهين"إلى ملك السعودية. - وفد البرلمان ذهب ليستجدى عودة السفير السعودى ولم يناقش أوضاع المصريين المحتجزين في السجون. - وفد آخر للإمارات يناقش إطلاق سراح 11 إخوانيا ويهمل 350 معتقلا مصريا آخر. - المصريين قتلوا وسرقوا وسجنوا وعذبوا وفقئت عيونهم فى اليونان تحت سمع وبصر السفارة المصرية . * فساد مالي وإداري - السفارات تتحولت إلى تكايا .. ومكاتب لإرسال جثث المصريين فى الخارج - اكتشاف دبلوماسيين لا يجيدون اللغات الأجنبية وإقامة دورات إجبارية لتعليمهم اللغة. - بند مصروفات نثرية وسرية لا يقدم السفير فواتير به ولا يراقبه الجهاز المركزى للمحاسبات !! - باب التوظيف في الخارجية مفتوح لأبناء السفراء وأصحاب الوساطات وواقعة انتحار "عبد الحميد شتا" لا تحرك أحدا - صندوق تابع للخارجية يرسل مدرسين لتعليم اللغة عربية ثم يكتشف أنهم لا يجيدون لغات الدول المرسلين لها بعد سنتين وزارة الخارجية وزارة مخملية لا يقترب منها الإعلام ولا تجرؤ الثورة حتى الأن على محاسبتها عن خطاياها ، تتمتع بحصانة مزيفة ويحتمى الفسدة في سراديبها بحصانات وفرتها لهم طبيعة أعمالهم ! الدبلوماسيون هم ليسوا فقط من أصحاب الياقات البيضاء بل تجرى فى عروقهم دماء زرقاء .. يحملون هويات سفر خاصة ..ولا تفتش حقائبهم كسائر البشر يحصلون على أعلى الرواتب وأفضل الميزات فطبيعى أن يرى بعضهم نفسه فوق البشر قد يرى البعض أن هؤلاء قوم يجب أن يتم تمييزهم لكونهم جرى إعدادهم ثقافيا وسياسيا لمهمات بالغة الأهمية والحساسية والوطنية ..كل ذلك صحيح ..ولكن الحقيقة أن صورة مصر الخارجية طوال زمن مبارك وحتى الأن تشوهت ، وأسهم هؤلاء المميزين فى تقزيم دور مصر السياسى دوليا حتى أن دويلة صغيرة لا تظهر على الخريطة مثل قطر أصبحت لها أدوار أعظم فى عالم الدبلوماسية الدولية والعربية من مصر، مصر التاريخ والحضارات مصر التى ذكرت باسمها صراحة فى القرأن 4 مرات ، وضمنا 20 مرة ، صارت قطر أكثر قدرة منها على الحراك وووسيطا دوليا معترفا به ! ..انزوت بلدنا وانزوى دبلوماسيوها، فلم يعد غريبا أن يسجن ويعذب ويجلد المصرى وتسرق أموال غربته التى جمعها بنزف الدم والعرق فلا تقف سفارته معه بل تتهرب من لقائه، كما هو حال مأساة المصريين المسجونين فى السعودية بلا تهمة وبينهم أحمد الجيزاوى الذى أجبرت زوجته على الإنكسار النفسى وقررت أن تستجدى ملك السعودية ليفرج عن زوجها بعد أن تخلت عنه وعنها وزارة الخارجية والسفارة المصرية فى السعودية ! وكل جريمته تبني قضايا المقهورين والمعذبين فى سجون السعودية ، فتم تلفيق التهم له لتجرئه على الوقوف مع بنى جلدته من المصريين الذين تخلى عنهم نظاما مبارك ومرسى ! السعودية وقعت هذا الأسبوع حكما بخمس سنوات و300 جلدة على الجيزاوى و6 سنوات و500 جلدة على زميله إسلام بكر ! لتتكرر مهانة المصرية وفاء التى يتم جلدها 500 جلدة أسبوعيا ! ولم تتدخل سفارتنا لتفعل شيئا ! الجلد لوفاء كان عقوبة خلافها مع أميرة من أميرات الأسرة المالكة ! وعقوبة الزانى والزانية وشارب الخمر تطبق على مواطنة شريفة لم تفعل شيئا سوى ان حظها العاثر أوقعها فى معرفة أحدى الأميرات ......... الخلل عظيم ...ويشترك فيه مسؤولون على قمة هرم المسئولية فقد ذهب وفد كبير من برلمان الإخوان والسلف (المنحل) برئاسة سعد الكتاتني فى رحلة مهانة عظيمة للسعودية ! وقابل رئيس مجلس الشعب ملك السعودية وظهر علم المملكة خلفه ، بينما غاب العلم المصرى فى إهانة صريحة قبلها المسؤول المصري !وبعد أن ملأ الجميع بطونهم بالكبسة والأرز المميز راحوا يستجدون الملك أن يعيد إلي القاهرة السفير الغاضب من إحتجاجات المتظاهرين المتضامنين مع الجيزاوى ! وقتها صرح السفير السعودى قائلا: يبدو أن المصريين بعد الثورة قد تصورا أن لهم (حصانة )! ,,,وأتصور أن السفير السعودى كان يريد أن يضع كلمة كرامة بدلا من (حصانة )! ولكن ربما وجد أن الكلمة لن تمر فأثر السلامة! ذهب الوفد البرلماني فى مهمة هى من صميم عمل وزارة الخارجية ، لا ليعيد الجيزاوى المسجون ظلما ولكن ليستجدى الملك حتى يتعطف ويعيد سفيره ، فمصر لن تتحمل غياب سفير السعودية لأيام معدودات! ---------- المشهد عبثى بإمتياز بل ينتمى للكوميديا السوداء ويذكرك برائعة (سعد الله ونوس ) مسرحية (الفيل يا ملك الزمان )..عندما كان صوت الفيل الذى إستقدمه الملك ووضعه بعيدا عن قصره يوقظ المدينة كل ليلة ويحرم أهلها من النوم .. فقرر وفد من الأشاوس أن يذهبوا ليناقشوا الملك ويضعوا حلا للإزعاج اليومى ..ولكن الوفد فى حضرة الملك تلجلج وتعثرت منه الكلمات وتمكن أحدهم أن يتجاسر ويخاطب الملك قائلا له: الفيل يا ملك الزمان ! ثم يصمت الفيل يا ملك الزمان ! ثم يصمت ..وأخيرا قال الفيل يا ملك الزمان يحتاج الى( فيلة) لتؤنس وحدته !!!!! هكذا أستمرت مصر بعد الثورة فى نفس منهج الإنبطاح والمهانة السياسية والدبلوماسية وكأنها تستلهم منهج مبارك وتسير على خطاه وتتبع تعليماته ! ---------- وضح ذلك أيضا عندما تحركت حكومة وجماعة الإخوان لتحرر(11) إخوانيا متهمون بتكوين خلية سرية فى دولة الإمارات ! ولم يسأل الوفد الذى أسرع الخطى إلى هناك عن 350 سجينا مصريا أخرين !! فهم ليسوا أخوانا ! بل سعت الدوائر السياسية للتقرب من إيران التي تحتل ثلاث جزر إماراتية كوسيلة للضغط على الساسة فى أبو ظبي للإفراج عن الإخوان ال11. الوفد الذى ذهب للإمارات أيضا قام بتنحية وزارة الخارجية وقام بدور أصيل من أدوارها .
مهانة حتى في الحج مهانة المصريين تحكى عنها مآسيهم .. معاملة رديئة حتى فى فترة التقرب الروحانى العظيم من الله فى مواسم الحج يكون أكثر ضحاياها من المصريين ! وسفاراتنا تكتفي أحيانا بدور مكاتب لنقل الجثث ! ويزداد إحساس المصرى بالمرارة عندما يقع فى مأزق ويكون مضطرا للذهاب لسفارته للإبلاغ عن شكواه، فيترك بالساعات فى ردهات السفارة وقد يحصل على موعد بعد أسابيع وغالبا يطلب منه كتابة طلبه فى ورقة وينصرف ! بينما يكون هو فى مأزق يتطلب تدخلا فوريا، لكن بعض السفراء والدبلوماسيين بكل أسف مشغلون بأمور أهم ، فمنهم – كما يقول أحد الدبلوماسيين- من له تجارته الخاصة ومنهم من يبحث عن أراضى وعقارات يقومون (بتسقيعها ) لبيعها فى نهاية فترة تواجدهم فى البلد الأجنبى بسعر أكبر! وكأن الرواتب والامتيازات الضخمة لا تكفيهم ! السفير يتجاوز راتبه 15 ألف دولار بخلاف بدل السكن وغيره من مميزات !! ولكن بينهم من لا يذهب لمقر عمله بالسفارة الأ مرة أو مرتين فى الأسبوع لساعات معدودات ! والمخجل أن بعضهم ترى سيارته بإرقامها الدبلوماسية أمام بعض الملاهى الليلية فى تلك البلاد! الصورة قبيحة وقاتمة ..ولكنها بكل أسى حقيقية . وما أذكره ليس سوى ملامح خارجية إلتقتطتها ..فعدد كبير من الدبلوماسيين لا يجيد اللغات الأجنبية ولا حتى اللغة العربية بمعنى إجادة قواعد الصرف والنحو ! وقد قامت وزارة الخارجية فى إحدى السنوات بعمل دورات لغة إجنبية إجبارية لهم ..حيث اتضح هروب كثير منهم من لقاءات رسمية مع نظرائهم بسبب تدنى مستوى إجادتهم للغات !!
صندوق أفريقيا هناك كارثة تسمى( الصندوق الفنى للتعاون مع أفريقيا )..المفترض أنه هيئة تابعة لوزارة الخارجية المصرية بتمويل دولى وهدفه الإرتقاء بمستوى وظروف أشقائنا فى القارة السمراء ! ولكن إدارة الصندوق التى لم تتغير من سنوات طويلة حولته إلى إحدى التكايا الخاصة فرئيسته هي نفسها منذ 10 سنوات والهيئة الإدارية على حالها ! ووقعت إدارة الصندوق فى خطايا كثيرة كانت أكثرها طرافة إرسال أعداد كبيرة من المدرسين لتدريس اللغة العربية فى دول ناطقة باللغتين السواحلية والإنجليزية، وبعد سنوات أكتشفوا أن المدرسين المختارين لا يجيدون لا الإنجليزية ولا السواحلية !!! فكيف سيقومون بشرح اللغة العربية للطلاب ثم عالج الصندوق الأفريقى الخطيئة بخطأ آخر، حيث تم إنهاء تعاقد المدرسين بعد عامين من عقد كان يمتد لخمس سنوات وبعد أن أستطاع بعض المدرسين بحكم ذكاء المصرى وتأقلمه التقاط كلمات السواحلية وإنجليزية ليسيروا بها حالهم ! الأمر الذي دفع البعض لرفع قضايا على وزارةالخارجية بسبب الأضرار المادية والنفسية التى لحقت بهم نتاج الإلغاء المفاجىء للتعاقد . ورغم أن دولا مثل إيران وإسرائيل موجودتان بقوة وعمق فى كل دول حوض النيل ! نجد الصندوق يتعمد تخفيض عدد خبرائنا فى كل المجالات بهذه الدول ، لدرجة أن بعضها لم يعد لدينا فيه أى تواجد لا خبراء ولا ملحقين إعلاميين أوثقافيين ولا اطباء أو مهندسين !! وحتى تبادل البعثات الدراسية تعطل بسبب الروتين ووصل الأمر إلى حد تجاهل الرد على خطابات رسمية واردة من وزارت خارجية هذه الدول ! .......... لدينا تمثيل رمزى للخبرات المصرية فى عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة في إفريقيا ،رغم الكلام المعسول من الجهات الرسمية ، فبعد الثورة استمرت سياسة تخفيض عدد الخبراء فى أفريقيا بذريعة تخفيض النفقات، وهو أمر قد يبدو لمن لا يعلم ، طيبا ومستحسنا ولكن أذا علمت أن أموال الصندوق الفنى للتعاون مع أفريقيا هى هبة من دولا أجنبية فسوف تسأل: لماذا أذن تخفض النفقات وهل هو تخفيض أم تغيير وتحويل لأوجه وقنوات صرف المعونة الأجنبية وأذا كان كذلك فأين تذهب عذه الأموال؟ والحقيقة أن الصندوق الفنى للتعاون مع أفريقيا يعمل ضد سياسات وزارة الخارجية التابع لها إداريا والمستقل عنها ماليا !ويعمل ضد التوجهات المعلنة للرئيس محمد مرسى نفسه ! فلا سلطان لوزير الخارجية على الصندوق ورئيسته.
والأفارقة الذين يتم ترشيحهم للدراسة فى مصر تترك أوراق ترشيحهم فوق أرفف القنصل والسفير، فتضيع فرص تعميق الروابط المصرية الأفريقية ! فقط لأن سيادة السفير أو القنصل منشغل بأمور خاصة أهم.
ومن المفارقات المؤلمة هى أن دولا مثل الأمارات والسعودية وليبيا وإسرائيل قامت بتأجير مساحات شاسعة فى البلدان الأفريقية وخاصة دول حوض النيل وأقامت مشروعات زراعية عملاقة لتلبية حاجاتها من المحاصيل الزراعية .. بل وتصدير الفائض منها لدول العالم ، بينما لم تدخل مصر هذا المجال وقامت بتأجير مساحة صغيرة فى تنزانيا لا تحق إنتاجية تستحق الذكر ويتم فيها سرقة المحاصيل تسرق قبل جمعها لعدم وجود تأمين كاف لها. ومن خلال مشاريع تنموية في دول حوض النيل تشجع إسرائيل هذه الدول في التعدى على حصة مصر من مياه النيل ! كما أن تل أبيب مع طهران حاضرتان فى كل المهرجانات السينمائية والثقافية والفنية لدول أفريقيا بإعمال فنية تعيد تشكيل وعى المواطن الافريقى في ظل غياب مصري
مقارنات
قبل سنوات اغتصب سعودي خادمة فلبينية فقتلته، وحكم عليها بالإعدام فاستقلت رئيسة الفلبين طائرتها إلى السعودية وأصرت على أن تعود بها وقد كان . فى المقابل حكم على صيدلى وطبيب مصريين ب 7 سنوات سجنا و700 جلدة وذلك بسبب تسببهما فى إصابة شقيقة الملك بإدمان دوائى!ّ وعندما تم إستئناف الحكم تمت مضاعفة العقوبة لتصبح 15 سنة سجنا و1500جلدة ! تقصير الخارجية وسفاراتها لا يظهر في دول الخليج فقط بل يمتد بامتداد خريطة العالم ، ففي اليونان قتل الشيخ محمد الذي كان يؤم المصريين أيام الجمع وظل في غيبوبة لمدة 18 يوما قبل أن يفارق الحياة .. بعد أن اعتدى عليه صاحب العمل اليونانى وإلقى به فى إحدى الجراجات . كما تم تعذيب محمد طلبة وتعليقه بالسلاسل فى حظيرة بهائم وضربه حتى أصيب بعاهات مستديمة، لأنه رفض إهانة صاحب العمل وأبنه للدين الإسلامى ! وتم فقأ عين الشاب (محمد حمودة ) باستخدام مفك ورفض السفير المصرى مقابلته .. وكانت هذه عينة صغيرة من عشرات الاعتداءات فقد أصبح المصريون هناك صيدا سهلا لحركات عنصرية يونانية منها النازيون الجدد (الفجر الذهبى ) التي تختار الجنسيات الأضعف التى لا تواجه العنف بالعنف والمهملة من سفاراتها لتركيز أعمال العنف ضدها . ويقول شاب مصرى إن الحركات العنصرية اليونانية تتجنب الاعتداء على الأجانب الذين تدافع عنهم سفاراتهم ومن بينهم رعايا أفغانستان وبنجلاديش . وحين يلجأ المصريون هناك للسفير يقول لهم : أذهبوا أو أرحلوا فأنا لن أستطيع الدفاع عنكم !
ومن اليونان إلى لندن حيث قتل الطبيب المصرى كريم الذي كان على وشك أن يخترع مادة طبية هامة ، ولا يعرف أحد هل اهتم أحد بالوصول إلى القاتل ، أو تعويض أهله من عدمه ؟؟ ورغم أن تحويلات المصريين بالخارج من أهم الموارد للخزانة العامة وللإقتصاد المصرى المترنح، يستمر إهمال السلطات للمصريين في الخارج خاصة وقت المنح ، ويستمر القبول بنظام الكفيل الذي تفرضه بعض الدول الخليجية ، ويستمر إحساس المصري بأنه لا كرامة له خارج وطنه ، مما يؤثر بالضرورة في اقبال المصريين على العمل بالخارج وتضرر الإقتصاد المصرى .
تقزيم مصر دوليا
لدينا 180 سفارة وقنصلية بالخارج وتعد مصر ثانى أكبر دولة فى العالم لديها سفارات خارجية ، كما أن ميزانية وزارة الخارجية السنوية تثقل كاهل الموازنة العامة للدولة دون أن يكون لها دور في محاولة جادة لخلق تنمية حقيقية .
وإضافة للرواتب الضخمة التي يتقاضاها الدبلوماسيون هناك بند مصروفات نثرية وسرية الذي يوضع تحت تصرف كل سفير، وفي الغالب لا تقدم به فواتير ، ولا يخضع لمراقبة الجهاز المركزى للمحاسبات ! كما أن هناك بند بدل سكن ، فمثلا من حق الدبلوماسى ان يحصل على ألفى دولار تحت هذا البند، وقد يقوم الدبلوماسى بإستئجار سكن بالف دولار فقط وهذا معناه أنه يحصل على 12 الف دولار بخلاف راتبه دون وجه حق ! فأذا كان لدينا فى المتوسط 5 دبلوماسيين فى السفارة فهذا معناه ضياع 60 الف دولار سنويا من كل سفارة ، فاذا ضربنا الرقم فى 180 سفارة لمصر لاكتشفنا أن مبلغا ضخما يضيع والأمر لا يتطلب إلا أن تقوم لجنة بشراء مساكن ثابتة تخصص لإقامة الدبلوماسيين فى الخارج لأن ذلك سيكون أرخص بكثير من الإيجار.
والترهل الموجود في وزارة الخارجية ممتد منذ أواخر حكم السادات وحتى اليوم ! وبدلا من اعتبار هذه الوزارة أهم جهاز في مصر يقف على قدم المساواة مع جهاز المخابرات العامة ، يتم انتقاء أفراده بعناية شديدة وبعد اختبارات عسيرة ، أصبح منطق الوجاهة الإجتماعية هو الحاكم ففتح الباب للأقارب والأصهار ، ولم يعد غريبا أن ينتحر شاب متميز علميا مثل عبد الحميد شتا الذى اجتاز كل إختبارات القبول للعمل كملحق تجارى ولكن يتم استبعاده لمجرد أنه من أسرة بسيطة ، فتسود الدنيا فى وجهه ويلقي بنفسه فى نهر النيل!! هكذا أصبحت الخارجية مثلها مثل جهات حيوية في الدولة مقصورة على طبقة إجتماعية بعينها، من حقها أن تتوارث المناصب . ورغم انتحار شتا الموجع لم يتم فتح تحقيق فى ملابسات عدم قبوله، ولا اهتم أحد بتقصي حقائق مجاملة أبناء السفراء والدبلوماسيين وأقاربهم ، ولا فيما يجري من تمييز البعض وإرسالهم إلى دول الرفاه الغربي طوال مدة خدمتهم واحتكار آخرين لتمثيل مصر في بلدان تنتشر بها الأوبئة والأمراض الخطيرة !
-------- منذ تولي الرئيس مرسي توارى إلى حد كبير دور وزير الخارجية وظهر بديلا له الطبيب عصام الحداد مساعد رئيس الجمهورية للملفات الخارجية ، فأخبار جولاته وتحركاته أصبحت أكثر ، مما دفع البعض للتساؤل عما إذا كانت هناك حكومة حقيقية في الظل فيما تلعب الحكومة الظاهرة دور عرائس الماريونيت. ظهر ذلك في لقاء الرئيس الأمريكى باراك أوباما بعصام الحداد قبل أيام ، بينما جرى العرف طوال 40 عاما مضت أن يلتقى الرئيس الأمريكى بوزير الخارجية المصرى وحيدا أو فى صحبة رئيس الجمهورية ! الحداد أيضا التقى بقائد الحرس الثورى الإيرانى سرا فى زيارة تنفيها مصر وتؤكدها الصحافة الإنجليزية والأمريكية !ويقال أن الهدف من ورائها هو بناء مؤسسات أمنية تابعة للرئاسة، فكيف يقبل وزير الخارجية المصرى تهميشه بهذا الشكل ؟؟ ملف وزارة الخارجية من الملفات المسكوت عنها ولا يمكن أن يبقى دور مصر متقزما بينما نرى أقزاما يسرقون دور القاهرة السياسى والتاريخى .