جورجيا .. كلمة السر التى يرددها البعض فى الغرف المغلقة بحثا عن ملاذ .. جمهورية جبلية تقع على الساحل الشرقي للبحر الأسود، يحدها من الشمال روسيا بما في ذلك جمهورية الشيشان ومن الجنوب أرمينيا وأذربيجان وتركيا ومن الغرب البحر الأسود .. .. اقتصادها يقوم على الزراعة .. الدين الرسمي للدولة هو المسيحية الأرثوذكسية، وهناك أقلية كاثوليكية يناهز تعدادها 50 ألف نسمة .. فيزا رخيصة .. سفر سهل .. - اقامة كل دول الخليج ماعدا الامارات تمنحك اقامة عام فى جورجيا .. بلد تريد النهضة .. ومصريون يطيرون هربا من طائر النهضة الاخوانى . بدات القصة حينما حاول بعض المصريين من المسيحين و المسلمين الليبرليين على حد سواء الذهاب الى روسيا هربا من جحيم الفاشية الدينية الجاثمة على صدر مصر .. يخشون استفحال تيار الاسلام السياسى و مريديه .. فاستخرجوا فيزات الى روسيا حاملين ملفات اللجوء الدينى معهم املا فى البت فيها من قبل الاممالمتحدة .. فوجئوا ان الامر عسير و الحياة صعبة جدا ولا عمل هناك كانوا على الحدود . . غيروا مسارهم و ذهبوا الى جورجيا .. انها احدى دول الاتحاد السوفيتى سابقا .. فقيرة تحاول جاهدة جذب الاستثمار . بعد ايام انتشرت صفحات تبشر بجورجيا على شبكة الانترنت .. و تضع التسهيلات الكاملة و المعلومات عن المشروعات الممكن اقامتها هناك . وسبل الاستثمار .. الجميع يلهث خلف جورجيا الان .. الجميع يفكر فى انشاء مشروعات نهضوية هناك فهذه هو الشرط للاقامة . البعض ممن اعرفهم على المستوى الشخصى سافر بالفعل .. البعض الاخر على وشك السفر .. و اخرين يفكرون .. و جميعهم فى طور تحويل اموالهم .. ما هذا الذى نفعله ؟ هل ننهض بجورجيا و نترك مصر . لا ازايد على احد فمثلكم اخشى الفاشية الدينية .. و ابغى العيش فى امان .. لا ازايد ان قلت نخون ان غادرنا .. لكن يشدنى الى تراب هذا الوطن الارض الحنونة التى طالما احتضنت حضارات على مر القرون لفظت منها ما هو متطرف و امتصت ما يناسبها .. فظلت مصر محتفظة بتنوعها وتعدديتها على مر الزمان . و تساءلت هل سيكون الاخوان اقوى من الاحتلال البريطانى الذى رحل و لم يغير فى مصر او يهز لها جفنا ..لماذا لا نصبر ؟ .. هل نترك مصر لننهض بجورجيا ..؟! من حق الجميع ان ينعم بحياة امنة مستقرة ومستقبل رغد لابنائه .. لكن التساؤل الملح الا تستحق مصر ان ننهض بها بدلا من ان نهرب منها .. هل نحن جيل عاق اقل وطنية من اجدادنا .. هل نمتلك الجبن الاعظم الذى نزعه الاسبقين من قاموسهم فاغرقت دمائهم شوارع مصر و حواريها .. ؟؟ الا تستحق ان نناضل من اجلها بضع سنوات ؟! الا تستحق مصر ان نحفظ لها هويتها بدلا من ان نتركها فريسة للقوى الظلامية الغاشمة التى تجذر التطرف و تدعو للاقتتال .. و تكرس للعنف .. هل نكون الاداة التى تضرب درة الشرق و تنهض بفقراء دول الغرب .. و نترك مصر خرابا ينعق فيها البوم و الحدايات تخطف ورودها ؟! ابدا لن نكون.