ماحدث سرقة للثورة ونحن في معركة بين عصر الظلمات والنور لم نقم بثورة من أجل فتح مصر من جديد بعد 14 قرنا من إسلامها أكد الدكتور محمد البرادعي إنه وصلته معلومات من مصادر موثوقة تفيد أن الرئيس محمد مرسي قال في أعقاب أحداث مجلس الوزراء العام الماضي لقيادات الجيش: "نحن سنحرق البلد لو جاء البرادعي في منصب رئيس الوزراء" ، وأوضح البرادعي أن معارضته للنظام القديم والحالي بنفس القدر، وان اختلف الاسلوب بتغير الظروف قبل الثورة وبعد الثورة، وأضاف "ساستمر في المعارضة طالما رأيت افتئاتا على حقوق الشعب وحرياته وكرامته، وإلى أن ارى اننا وضعنا انفسنا على الطريق السليم، وهذا لم يتحقق حتى الآن". وفي حوار مطول تنشره صحيفة الشروق الصادرة صباح الأربعاء وأجراه الزميلان عماد الدين حسين وأحمد فتحي ، وصف البرادعي المشهد السياسي الحالي في مصر بقوله "ما اراه هو سرقة للثورة من جماعات بعض اعضائها لهم فكر يخالف في جزء كبير منه فكر ورؤية قطاع عريض من الشعب المصري، مضيفا اننا دخلنا في معركة بين عصر الظلمات والنور"، واكد "نحن قمنا بثورة من اجل حرية عيش كرامة عدالة اجتماعية، لا من اجل فتح مصر من جديد بعد 14 قرنا من الفتح الاسلامي، واوضح قائلا "الكاتب الالماني -برتولد بريشت- قال في الثلاثينات: اطعم الافواه الجائعة ثم بعد ذلك تحدث عن القيم، هذا هو الفارق بيننا وبين الطرف الآخر فنحن نتكلم عن شرع الله بان تطعم الناس وتعالجها وتعلمها وهو يحدثني عن الحدود والحرابة والناس لا تجد طعاما" وتناول البرادعي اهم القضايا الخلافية على الساحة المصرية،فبسؤاله عن حواره مع صحيفة الفاينانشال تايمز وما صرح به من ان مصر ستفلس بعد ثلاث اشهر‘ اجاب البرادعي بان من يقول ان مصر لن تفلس ولا يعترف بالمشكلة سيقود مصر لا محالة إلى الإفلاس، مؤكدا على ان جميع المؤشرات تنذر بالخطر،وحذر من انه اذا لم يحدث استقرار سياسي وامني فمصر لن تستطيع الوفاء بالتزاماتها. وقال البرادعي عن رفضه للدستور، سنستمر نرفض الدستور، فالدستور ليس فقط خلافا سياسيا بل خلاف بين قيم لا يمكن التنازل عنها او التفريط فيها‘ فعندما تقيد حرية العقيدة والرأي وتؤسس لصناعة ديكتاتور جديد فمن غير المتوقع ان يحظى هذا الدستور بتوافق اجتماعي، واوضح ان ما يقال عن ارادة الصناديق وارادة الشعب هو كلام مطاط ، فلا يمكن النظر لارادة الصندوق بمعزل عن اركان الديمقراطية الاخرى كاستقلال القضاء وحرية الاعلام ومجتمع مدني قوي. وقال اننا نعيش على مسرح عبثي على المستويات الدستوري و السياسي والاجتماعي و القانوني فلا يجوز ان تاتي في الصباح لتقول شرعية ثورية لتقول في المساء شرعية دستورية . وبسؤاله عن سبيل الخروج من الأزمة الحالية، أو خارطة طريق نضعها امام السلطة للعمل بها في المرحلة المقبلة، قال البرادعي ان مبادرة جبهة الانقاذ تشتمل اولا التعهد بتشكيل لجنة تعديل الدستور، لذا ادعو الرئيس للبدء في تشكيل لجنة من 20 او 30 خبيرا من القانونيين ومن التيارات السياسية المختلفة بشكل متوازن ويعهد اليهم باعداد التعديلات اللازمة في الدستور، وثانيا اجراء حوار عاجل من اجل تعافي الاقتصاد وتدابير سريعة لرفع المعاناة عن الفقراء الذين هم الضحية الاولى في كل ما يحدث، واكد البرادعي على أن الاصلاحات الاقتصادية لن تتاتى الا بدستور صحيح، كما طالب بإجراء حوارات مجتمعية من اجل تحسين العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية .