تفيد الأممالمتحدة بأنّ حجم استهلاك المياه يزداد بنسبة تعادل ضعف نمو عدد السكان المسجل في القرن الماضي، وانطلاقاً من ذلك، تقوم العديد من الشركات بتطوير تقنيات متطورة لمواكبة القضايا الملّحة في هذا المضمار مثل آليات استخدام واستدامة وتخزين المياه. ويرجع شح المياه إلى جملة متنوعة من العوامل مثل ازدياد عدد السكّان، وارتفاع وتيرة التصنيع والحركة العمرانيّة، والنمو الاقتصادي. وتشير التقارير إلى أنّه - وبحلول عام 2025- سيعيش 1800 مليون شخص ضمن بلدان ومناطق تعاني من شح المياه، كما سيواجه ثلثا سكان العالم ظروفاً معيشية متردية بسبب نقص الموارد المائية. وتتفاقم هذه المشاكل في المناطق الجافة التي تعاني نقصاً حاداً في الموارد المائية العذبة، ويعتقد الكثيرون أن هذه المناطق تقتصر فقط على المساحات الجافة والحارة والرملية في منطقة الشرق الأوسط، غير أن ما يبعث على المفاجأة هو إدراج أجزاء من أوروبا وأستراليا وجنوب شرق آسيا والولايات المتحدةالأمريكية ضمن المناطق الجافة أيضاً. وتتخذ منطقة الشرق الأوسط سلسلةً من الإجراءات الفعّالة لمواكبة مشاكل نقص المياه، حيث توفر الدول العربية تقنيات مبتكرة لزيادة مواردها المائية بهدف مواكبة احتياجات الشرب والغسيل وتكييف الهواء، فضلاً عن تلبية متطلبات قطاع الطاقة المتجددة. وقال الدكتور كورادو سوماريفا مدير المنظمة الدولية لتحلية المياه "بفضل ما تم إنجازه في هذا المضمار على مستوى منطقة الشرق الأوسط، باتت تقنية تحلية المياه واحدةً من أبرز الحلول المستخدمة لمعالجة مشاكل المياه التي يتجاوز تأثيرها نطاق المناطق الجافة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأضاف "يبدو جلياً أن تحلية المياه أصبحت ركيزة أساسية للمحافظة على الحياة وبناء الاقتصاد في منطقة الخليج، حيث تعتمد بعض البلدان الخليجية على تحلية مياه البحر لإنتاج 90% أو أكثر من مياه الشرب، علماً أن القدرة الإنتاجية المثبتة للمنطقة تبلغ نحو 40% من القدرة الإنتاجية العالمية لتحلية المياه". وذكر سوماريفا: "يقوم قطاع تحلية المياه الذي نعرفه اليوم على الأسس التي ارتكزت إليها منطقة الشرق الأوسط خلال الخمسينيات لتلبية متطلبات النمو المتواصلة لشعوبها، ومن هذا المنطلق، يمكن الافتراض بأنه لم نكن لنشهد انطلاقة قطاع النفط والغاز لولا قطاع تحلية المياه الذي يخدم المجتمع ويسهم في تحقيق خطوات تنمويّة مميزة على مستوى الشرق الأوسط". وستستضيف العاصمة الإماراتيّة أبوظبي في يناير 2013 الدورة الافتتاحية ل"القمة العالمية للمياه" التي تندرج ضمن إطار "أسبوع أبوظبي للاستدامة" الذي تستضيفه "مصدر"، المبادرة متعددة الأوجه للطاقة المتجددة في أبوظبي.وتشكل "القمة العالمية للمياه" منصة عالميّة جديدة تهدف إلى تشجيع استدامة الموارد المائية ومناقشة كافة القضايا المتعلقة بالطاقة والمياه في المناطق الجافة حول العالم.