كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية اليوم النقاب عن مساع تقوم بها الولاياتالمتحدة للتوسط بين القدسوأنقرة فى أعقاب مخاوف من أن يسفر مزيد من التدهور فى العلاقات بين البلدين عن حالة من عدم الاستقرار فى المنطقة. وقالت الصحيفة - فى تقرير بثته على موقعها على شبكة الإنترنت - إن إسرائيل تكثف الآن جهودها فى سبيل إعادة علاقاتها مع الجانب التركى إلى طبيعتها... مستعينة بمجهودات واشنطن فى هذا الصدد - حسبما صرحت مصادر دبلوماسية للصحيفة. ونقلت الصحيفة عن مصدر بالقدس قوله "تبعث إسرائيل رسائلها بشكل مستمر إلى الأتراك لتؤكد رغبتها فى إنهاء الأزمة بين البلدين". وأضاف المصدر أن إسرائيل تخشى خسارة تركيا كحليف استراتيجى لها.. فقد أشارت مصادر بالقدس فى هذا الشان إلى أن حجم التعاون الثنائى بين البلدين قد تتضاءل على الصعيد الاستراتيجى والعسكرى بشكل ملحوظ.. مشيرين بالقول إلى أن "خسارة تركيا تعنى فقدان صلة الوصل مع العالم العربى والإسلامى". ولفتت الصحيفة إلى أن القدس ينتابها قلق من أن تشير واقعة احتجاز إسرائيليين مؤخرًا بمطار إسطنبول إلى كبوة جديدة تشهدها العلاقات بين البلدين. واستطرد المصدر بالقول إن تركيا تسعى إلى إقحام الجانب الإسرائيلى فى مواجهة عامة على الصعيد الدولى لكن القدس ليست لديها أية نية للدخول فى تلك اللعبة. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى التحذيرات التى أطلقتها القدس من معاناة قد تلحق بالاقتصاد التركى إذا ما أصرت تركيا على استمرارها فى تحركاتها ضد إسرائيل، إذ سيسأم رجال الأعمال والسياح الإسرائيليون من الممارسات التركية "العدائية" وسيتجهون صوب مناطق أخرى من العالم - حسبما قالت الصحيفة. ومن ناحية أخرى، أكدت مصادر سياسية إسرائيلية مسئولة أن الولاياتالمتحدة تحاول إقناع تركيا بوقف التدهور فى علاقاتها مع إسرائيل. ونقل راديو (صوت إسرائيل) اليوم - الثلاثاء - عن المصادر قولها إن الاتصالات مع أنقرة ستستمر أيضًا بواسطة جهات أوروبية. ومن جانبه، قال رئيس الكنيست الإسرائيلى "رؤوفين ريفلن" إن الأزمة الراهنة مع تركيا لا تنبع من تصرفات الحكومة الإسرائيلية وإنما تعود إلى الاستراتيجية التركية، مؤكدًا أن إسرائيل لا تستطيع أن تعمل وفقًا للمصالح التركية. وشدد رئيس الكنيست على أن تركيا لا تعتبر دولة معادية لإسرائيل، قائلاً إن هناك مصالح مشتركة للشعبين تتمثل فى الحفاظ على السلام الإقليمى. وكانت تركيا قد قررت طرد سفير إسرائيل لديها وتجميد علاقات التعاون العسكرى معها أيضًا بعد رفض حكومة تل أبيب تقديم اعتذار رسمى لأنقرة على خلفية اعتداء إسرائيلى على أسطول سفن إغاثة انسانية فى مايو 2010؛ مما أدى إلى مقتل تسعة أتراك.