اعتبرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أن أجواء التصعيد في غزة حاليا تشبه تماما ما حدث في شتاء 2008-2009،إلا أن الظروف الجديدة في منطقة الشرق الأوسط والتي يتمثل أهمها في تغير المشهد السياسي في مصر تلوح بأن إسرائيل لن تستطيع الاعتماد على الدعم المصري الذي لطالما اعتمدت عليه في عهد النظام السابق. وأشارت الصحيفة الأمريكية -في سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس- إلى أن تداعيات الهجوم الجوي الإسرائيلي المفاجئ على قطاع غزة والذي راح ضحيته أحمد الجعبري قائد الجناح العسكري لحركة حماس،إضافة إلى أن تشابه حدة الصراع الحالي مع حرب شتاء 2008-2009 والتي تنذر بإندلاع حرب أخرى ، بات لا يمكن التنبؤ بها، ولاسيما في ظل الظروف الجديدة التي أوجدتها "ثورات الربيع العربي". وأضافت الصحيفة أنه من المرجح أن تجد إسرائيل نفسها أكثر تحفظا سياسيا وعسكريا في المشهد الجديد. فبدلا من أن تكون قادرة على الاعتماد على النظام المصري السابق برئاسة حسني مبارك لمساعدتها على عزل حماس، كما فعل إبان العملية التي استمرت 22 يوما قبل أربع سنوات، فإنه يتعين على إسرائيل حاليا أن تقدر ما إذا كان هجومها الأخير واسع النطاق على قطاع غزة من شأنه أن يضع إتفاق السلام التاريخي الموقع مع مصر عام 1979 على حافة الهاوية، والذي لطالما كان بمثابة حجر الزاوية في الاستقرار الإقليمي حسبما أبرزت الصحيفة. وتعليقا على استدعاء الرئيس المصري محمد مرسي سفير البلاد لدى إسرائيل احتجاجا على الاعتداء على الأراضي الفلسطينية،وصف يورام ميتال رئيس مركز هرتسوغ لدراسة الشرق الأوسط في جامعة بن غوريون الأوضاع الحالية بأنها "لعبة جديدة بالنسبة لإسرائيل"..مشيرا إلى أن المعادلة في سابق العهد كانت ذات طرفين هما إسرائيل وفلسطين،أما الآن فإنها أصبحت ذات ثلاث أطراف بمعنى أنها تشمل مصر أيضا.