قالت "نيويورك تايمز" الأمريكية نقلا عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى وعدد من المحللين المستقلين، إن الهجوم على الجنود في رفح أوضح دليل على أن انعدام الأمن في سيناء أصبح مصدر تهديد لكل من مصر وإسرائيل على السواء، وتساءلت الصحيفة "لكن هل سيجعل مرسي من سيناء إحدى أولوياته في ضوء التحديات الأخرى التي تواجهه وهل ستقدم إسرائيل تنازلات بخصوص تعديل معاهدة السلام للسماح بوجود عسكري مصري أكبر في سيناء؟". وقال "داني أيالون" نائب وزير الخارجية الإسرائيلي "من الواضح أن هناك تقاربا حقيقيا للمصالح بين مصر وإسرائيل وربما يؤدي ذلك لتقارب في العلاقة مع مرسي نفسه، ورأت د. هليل فريش أستاذة العلوم السياسية في جامعة بار إيلان أن الهجوم الإرهابي يبرهن على أن الإسلاميين ليسوا شيئا واحدا، فمرسي إسلامي يحترم النظم الدولية ويختلف عن إسلاميين آخرين، فالجهاديون يهددون أي نظام وأي سلطة والحدث سيعزز من التزام مرسي على أن يكون طرفا فاعلا في الوضع الحالي ويغير قواعد اللعبة السياسية، فمصر لها أعداء آخرون بخلاف إسرائيل". وأضافت الصحيفة الأمريكية أن "تعليقات وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تضمنت تلميحات مثيرة للقلق، فقد عبر باراك عن أمله في أن يوقظ الحادث المصريين ليكونوا أكثر حزما، وقال نتنياهو إن من الواضح أن إسرائيل ومصر لديهما مصالح مشتركة في الحفاظ على الحدود هادئة، ثم أضاف "لكن عندما يتعلق الأمر بأمن مواطني إسرائيل، يتعين على دولة إسرائيل الاعتماد على نفسها فقط". وقال الفريق متقاعد "دان هاريل" الذي كان الرجل الثاني في الجيش الاسرائيلي، إن المصريين يجب أن يواجهوا أنفسهم ليعرفوا ماذا يريدون بالضبط من سيناء، فتجاهلهم لها لفترة طويلة أجج النار تحت الرماد، في حين رأى "يورام ميتال" رئيس مركز هيرتزوج لدراسات الشرق الأوسط في جامعة بن جوريون، أن إسرائيل وضعت المصريين في مأزق صعب جدا لأن الحفاظ على أمن سيناء في ظل ضعف التواجد العسكري المصري هو مهمة مستحيلة. وخلصت الصحيفة إلى أن أي فرصة لتحسين العلاقات المتوترة بين إسرائيل ومصر تعني تهديدا للعلاقات المتنامية بين حكومة مرسي وحماس، وبغض النظر عن وجود تواطؤ من جانب قطاع غزة أم لا في الهجوم سيدفع القطاع وحده الفاتورة بعد أن أغلقت مصر معبر رفح كما أغلقت حركة حماس الأنفاق التي يتم من خلالها تهريب كل شيء، ما أدى إلى تكدس سكان غزة في طوابير طويلة للحصول على الغاز والمواد الغذائية خوفا من ارتفاع الأسعار بعد نفاد الإمدادات الحالية.