أعتقد أن هناك فارقاً كبيراً بين المايسترو يوسف السيسى أو عبدالحليم نويرة وسليم سحاب وغيرهم من كبار قادة الأوركسترا، وبين المايسترو حسب الله السادس عشر على طريقة العظيم عبدالسلام النابلسى، كما أن هناك فرقاً، بالتأكيد، بين الإخراج على طريقة قائد الأوركسترا، والإخراج على طريقة حسب الله، وهو ما لم يدركه مدير التصوير النجيب محمد حمدى، الذى انتابته حمى الإخراج التى أصابت بعضاً من زملائه مديرى التصوير وآخرين فى مجال المونتاج، منهم من نجح ومنهم من سقط فى بحر الإخراج العميق، لأنهم لم يدركوا أن الإخراج رؤية وحرفة وموهبة، كما أن قيادة الأوركسترا ليست مجرد عصا يشير بها المايسترو، بل هى علم وفن وخبرة.. لذا كان على الفنان محمد حمدى أن ينأى بنفسه عن تلك التجربة وأن يعى أن التصوير، الذى برع فيه هو رؤية إبداعية لا تقل عن الإخراج، وأن مهارة التصوير لا تؤدى بالضرورة إلى البراعة فى الإخراج، لذلك فإن أفلامه «المشتبه» و«محترم إلا ربع» ثم «جوّه اللعبة» لا تعدو كونها شرائط «قص ولزق»، خاصة ثالثها الذى تربع على المقعد الأخير فى سباق أفلام العيد، رغم أن الأفيش تزينه صورة المطرب الشهير مصطفى قمر، الذى أساء اختيار النص السينمائى العائد به إلى السينما، فهو أشبه بالكتابة فى الفراغ.. حكاية قديمة مستهلكة، لاكتها السينما المصرية والأجنبية مراراً عن ذلك الشاب المستقيم الناجح «طارق» يؤديه مصطفى قمر بوجه مسطح خالٍ من أى انفعال أو تعبير.. يعانى قليلاً من انشغال زوجته -بأداء باهت لرشا نورالدين- فى الإعداد لرسالة دكتوراه، ومن مرض طفلته التى تحتاج إلى عملية «زرع نخاع» باهظة التكاليف يحاول جاهداً توفير المبلغ المطلوب لإجرائها. يُستدرج طارق -فى لحظة ضعف- إلى علاقة طارئة مع امرأةٍ فاتنة -بأداء فاتر من ريهام عبدالغفور- لقضاء ليلة فى أحد الفنادق، ليداهمهما البلطجى الأنيق «الشيمى»، يمثله محمد لطفى الذى ترهلت عضلاته وازداد وزنه وافتقد مصداقيته وعفويته السابقة.. يقوم الشيمى ومساعده بتصويرهما لتهديده وابتزازه.. ينصاع طارق خوفاً من الفضيحة ويرضخ أكثر من مرّة.. إلى أن يوهمه صديقه وزميله فى العمل «شادى» القادم من أحراش العشوائيات بأداء مدرسى لأشرف مصيلحى، أنه سيساعده فى الخلاص من أزمته. صدفةً، يكتشف طارق أن صديقه شادى، جوّه اللعبة، وأنه ضالع فى تلك المؤامرة الدنيئة التى أوشكت أن تدمر حياته، فيقرر فى تهور أن ينتقم منهم جميعاً، ليأتى مشهد النهاية محملاً بسيل من طلقات الرصاص، تصيب الجميع ما عدا البطل المطرب المحبوب مصطفى قمر!!! كى يعود ظافراً إلى أسرته الصغيرة، وصولاً إلى النهاية السعيدة الحتمية، فزوجته تغفر له خطيئته، وطفلته البدينة سوسكا -سلوى الزغبى ابنة المنتج وأصدقاؤها أطفال المخرج- تنجح عمليتها، بعد أن تم -بالطبع- عقاب الأشرار!! لم يفلح اسم مصطفى قمر وأغنياته الثلاث المقحمة دون ضرورة، أو اسم فنان الصورة رمسيس مرزوق، فى إنقاذ المشاهد من الملل.. أو إنقاذ الفيلم من الفشل! للأسف «جوّه اللعبة» أطاح بصناعه «برّه السينما»! ----------- نقلا هن الوطن