أدانت محكمة الفاتيكان السبت خبير كمبيوتر يعمل في هذه الدولة الصغيرة لمساعدته كبير خدم البابا بنديكتوس السادس عشر في تسريب وثائق سرية من مقر الحبر الاعظم في قضية احرجت الكرسي الرسولي. وحكمت المحكمة على كلاوديو تشاربيليتي (48 عاما) بالسجن شهرين مع وقف تنفيذ العقوبة لخمس سنوات، اي انه اذا احترم شروط اطلاق سراحه خلال هذه الفترة لا يسجن على الارجح. وتاتي محاكمة تشاربيليتي بعد اسابيع قليلة على ادانة كبير الخدم باولو غابرييلي والحكم عليه بالسجن 18 شهرا لتسريبه وثائق سرية ومذكرات من مقر البابا. وتشاربيليتي عمل في السنوات العشرين الاخيرة في امانة سر الدولة — حكومة الكرسي الرسولي — وكان مسؤولا عن صيانة كافة اجهزة الكمبيوتر التي يستخدمها موظفو الفاتيكان. والوثائق المسربة التي نشرها صحافي ايطالي في كتاب، كشفت عن صراعات شرسة في اعلى مستويات هرم الكنيسة الكاثوليكية، واوردت مزاعم عن عمليات احتيال في ادارة الفاتيكان، اصغر دولة في العالم. وقال غابرييلي انه تصرف بدافع الولاء للكنيسة ولاستئصال “الشر والفساد” من الفاتيكان. وقال للقضاة في محاكمته الشهر الماضي انه يعتقد ان البابا لا يتم اطلاعه بشكل كاف على مسائل مهمة. وقالت وسائل الاعلام الايطالية انه قد يكون هناك مؤامرة اكبر من قبل موظفين حانقين غير غابرييلي وتشاربيليتي. وقال المحققون انهم عثروا على مغلف غامض عليه الختم الرسمي للكرسي الرسولي في درج في مكتب تشاربيليتي. وعثر في المغلف على نسخ لبعض الوثائق السرية ظهرت لاحقا في الكتاب. وقال تشاربيليتي انه لم يفتح المغلف، لكنه وقع في تناقض حول الشخص الذي سلمه اياه حيث قال اساسا انه غابرييلي ويقول لاحقا انه تلقاه من رسول اشير اليه في وثائق المحكمة بحرف “و”. انتقدت قائد شرطة الفاتيكان القوي دومينيكو جياني. وقالت ان ضابطين من الشرطة يمتلكان اسهما في شركات امن خاصة في ايطاليا، في ما قد يكون تضاربا في المصالح. وكشفت القضية عن عدم ارتياح في الفاتيكان حول تزايد نفوذ الدرك وعن توترات بين جهاز الشرطة الذي يضم 150 عنصرا والحرس السويسري، الحامي التقليدي للكرسي الرسولي منذ القرن السادس عشر. وتابع الجلسات التي عقدت في قاعة المحكمة الصغيرة مجموعة من عشرة صحافيين ولم يسمح بالتصوير حماية لخصوصية المتهم. والمحاكمتان في القضية التي باتت تعرف ب”فاتيليكس”، اكبر محاكمتين من نوعهما في التاريخ الحديث للفاتيكان الذي عادة ما تنظر محكمته في قضايا تتعلق بسرقات بسيطة تستهدف ملايين السياح الذين يزورون المدينة/الدولة الشهيرة كل عام. وتتواصل التحقيقات في قضية التسريب. وقال المدعون انهم لا يستبعدون رفع المزيد من الدعاوى الخطيرة المتعلقة بانتهاك اسرار الدولة.