كشفت وثائق عثرت عليها صحيفة "إندبندانت أون صندي" في طرابلس أن بريطانيا ساعدت على اعتقال "عبد الحكيم بالحاج "أحد المعارضين البارزين لنظام العقيد معمر القذافي وأعادته إلى ليبيا. وقالت الصحيفة، الأحد، إنه تم العثور على الوثائق في مكاتب موسى كوسا وزير الخارجية الليبي السابق، وكان بينها رسالة موجهة من ضابط بارز بجهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6) وتظهر تورط بريطانيا في اعتقال عبد الحكيم بلحاج وتسليمه سرًا إلى طرابلس. واضافت أن الضابط البريطاني ابلغ كوسا في الرسالة أن الاستخبارات البريطانية هي التي قادت عملية اعتقال بلحاج، القائد العسكري لقوات المعارضة في طرابلس حاليًا، حين كان يشغل منصب زعيم الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية، قبل أن تعيده الولاياتالمتحدة لاحقًا إلى ليبيا. واشارت الصحيفة إلى أن الضابط البارز في جهاز (إم آي 6)، الذي لم تكشف عن هويته لأسباب أمنية، سعى عن طريق استخدام ما يعرف ب "أسلوب الاستجواب المعزز" للحصول على معلومات من بلحاج، والذي كشف بأنه تعرض للتعذيب أثناء استجوابه. ونسبت إلى ضابط الاستخبارات البريطاني قوله برسالته إلى كوسا "كان هذا أقل ما يمكن أن نفعله بالنسبة لك وبالنسبة إلى ليبيا لإثبات العلاقة المتينة التي بنيناها على مدى السنوات الأخيرة". وقالت اندبندانت أون صندي إن الوثائق الليبية تكشف أيضًا أن وكالات الاستخبارات البريطانية قدمت تفاصيل عن معارضين ليبيين يقيمون في المنفى إلى نظام العقيد معمر القذافي، بما في ذلك أرقام هواتفهم، وكان من بين المستهدفين اسماعيل كاموكا الذي اخلت محكمة بريطانية سبيله من الاعتقال عام 2004 لأنها لم تعتبره يشكل تهديدًا على الأمن القومي البريطاني. واضافت الصحيفة أن جهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6) صاغ خطابًا للقذافي حين سعى للتقارب مع العالم الخارجي وارفقها بملاحظة تشدد على قيام المسؤولين الليبيين والبريطانيين باستخدام السيناريو نفسه. وقالت إن الحكومة الليبية طلبت خدمات من أجهزة الإستخبارات البريطانية بمحاولة لعرقلة طلبات اللجوء في المملكة المتحدة التي قدمها معارضوها.