بعد مرور ست سنوات على وقوع جريمة احتيال كبرى اهتز لها الوسط التجاري بمدينة عدن بالجمهورية العربية اليمنية الشقيقة وفقد خلالها أحد محلات المجوهرات الشهيرة كمية كبيرة من المسروقات بلغت عدة كيلو جرامات من السبائك الذهبية تقدر قيمتها بملايين الريالات اليمنية بعد قيام عصابة أجنبية خطيرة بالنصب والاحتيال على المحل المذكور، تمكنت أجهزة التحريات والمباحث الجنائية بشرطة الشارقة من الإيقاع بالعصابة المذكورة والتي حاولت معاودة ارتكاب جرائم النصب والاحتيال على محلات المجوهرات العاملة بسوق الذهب بالشارقة. وبناءً على قاعدة من المعلومات التي كانت قد توفرت لديهم مسبقاً من خلال تعاميم الشرطة الدولية (الإنتربول) ومعرفتهم بالأسلوب الجرمي الذي اتبع في تنفيذ جريمة الاحتيال بالعاصمة اليمنية، فقد تابع رجال التحريات والمباحث الجنائية بالقيادة العامة لشرطة الشارقة بعض المعلومات التي وردت إليهم خلال الأسبوع الماضي والتي أشارت إلى وجود مجموعة من الأشخاص يجوبون محلات بيع الذهب والمجوهرات بالشارقة ويطلبون كميات كبيرة من المصوغات والسبائك الذهبية بعد تحديدهم مواصفات معينة لطلباتهم وبطريقة تثير الارتياب وبعد التأكد من صحة المعلومات تم تشكيل فريق أمني لمتابعة تحركات المشتبه بهم والتحقق من نواياهم. وذكرت الشرطة، أنه من خلال البحث والتحري تبين بأن المذكورين قد ترددوا على أحد المحلات الواقعة بمركز الذهب بمنطقة اليرموك بالشارقة وطلبوا سبائك ذهبية بقيمة 85500 درهم ودفعوا مبلغ 2000 ألفي دولار أمريكي مقدماً ريثما يتمكن المحل من إعداد السبائك الذهبية وفق المواصفات التي حددوها، ومن خلال تردد المشتبه بهم على المحل المذكور وطبقاً للمعلومات المتوفرة لدى رجال المباحث فقد تعزز الاشتباه بهم خاصة وأن ملامح اثنين منهم تتوافق وملامح صور بعض أفراد العصابة التي ارتكبت جرائمها في مدينة عدن. وأضافت أنه، وبمتابعة البحث والتدقيق، تبين أن المشتبه بهم على وشك تنفيذ "سيناريو" مشابه للسيناريو الذي نفذوا من خلاله جريمتهم السابقة والذي يتلخص في قيام المذكورين بطلب كمية كبيرة من السبائك الذهبية ودفع جزء بسيط من المبلغ، ومن خلال حيل بإيهام أصحاب المحال بين سبائك رصاص وذهب يتم وضعها في حقائب وتستبدل فيما بينهم. ونوهت الشرطة أنه، ومن خلال كمين محكم أعده رجال التحريات والمباحث الجنائية، فقد تمكنوا من القبض على المشتبه بهم متلبسين بمحاولة الاستيلاء على المصوغات والسبائك الذهبية بذات الأسلوب الاحتيالي الذي تمكنوا من خلاله من تنفيذ جريمتهم باليمن وقاموا بالاستيلاء على الذهب دون أن يدفعوا سوى مبلغ متواضع كعربون بهدف تعزيز الثقة بهم والاطمئنان إليهم لدى أصحاب المحل. وبالتحقيق مع المشتبه بهم وعددهم 4 أشخاص من الجنسية الإيرانية ومن خلال مواجهتهم بالمعلومات والصور المتوفرة لدى أجهزة التحريات والمباحث الجنائية بشرطة الشارقة والمتحصلة من جريمتهم السابقة في اليمن اعترفوا تفصيلياً بارتكابهم جريمة الاحتيال الكبرى في عدن ومحاولتهم إتباع ذات الأسلوب الجرمي في ارتكاب مزيد من جرائم النصب والاحتيال بالدولة كما تم العثور بحوزة المتهمين على بعض الحقائب والأدوات التي استخدموها في ارتكاب جريمتهم السابقة. وبناء على اعترافات المتهمين فقد تم توقيفهم وإحالتهم إلى النيابة العامة بالشارقة. وأعرب العميد عبدالله مبارك الدخان نائب قائد عام شرطة الشارقة عن تقديره للجهود التي بذلها رجال التحريات والمباحث الجنائية بالقيادة العامة لشرطة الشارقة والتي أسفرت عن سقوط العصابة الدولية الخطيرة وإحباط مخططها. وطالب أصحاب المحلات التجارية بالحيطة والحذر واتخاذ التدابير التي تحول دون تعرضهم لمثل هذه الجرائم الاحتيالية والوقوع ضحية لمثل هذه العصابات الإجرامية.