في خطوة اعتبرت استجابة لتوصيات طبية تشير إلى أن ختان الذكور يقلص احتمال انتقال فيروس نقص المناعة (الإيدز)، أصدرت حكومة زيمبابوي مرسومًا رسميًا، يتحتم بموجبه على الوزراء إجراء عملية ختان للحد من انتشار المرض الخطير. ويبدو أن هذه الخطوة لقيت استحسانًا في البلاد، مما شجع نائبة رئيس الوزراء الزيمباوية ثوكزاني خوبي على الدعوة إلى ختان جميع أعضاء البرلمان الزيمبابوي، البالغ عددهم 150 شخصًا، بغض النظر عن ميولهم السياسية. ولم تكتف النائبة بذلك، فاقترحت إجراء هذه العملية التي وصفتها بالبسيطة لجميع المستشارين الذكور في المجالس المحلية، وشددت القول "إذا كنا نسعى لتحقيق هدفنا، والحد من انتشار الفيروس، يجب على كل الوزراء الخضوع للختان." وأضافت نائبة رئيس الوزراء: "بوصفنا مسؤولين في الحكومة ينبغي أن نقدم نموذجًا بأنفسنا"، مما ولد تساؤلات لدى البعض عما إذا كانت "خوبي" ستدعو إلى ذلك وبنفس الدرجة من الحماس، إذا ما شملت توصيات التقرير الصحي ختان الإناث أيضًا! وأشار البعض بشئ من الانزعاج إلى أن هذه القرارات تدفع إلى الاعتقاد بأن أعضاء السلطة السياسية في البلاد مصابون بالهوس الجنسي، وكأنه لا يوجد بينهم متزوجون ملتزمون، أوفياء لزوجاتهم على نفس مستوى وفائهم لبلدهم زيمبابوي. يبدو أن أمور الختان تسير في زيمبابوي على قدم وساق، مما دفع بعض الزيمبابويين إلى القول إنه إذا كانت الفكرة الوطنية في بلد ما تتمحور حول الوحدة أمام العدو الخارجي، وفي بلد آخر تنطلق من التاريخ وفي ثالث من الاعتزاز بالهوية، فربما يتحول الختان إلى فكرة قومية توحد الزيمبابويين جميعًا.