"إيرين" إعصار مدمر تحذر منه الولاياتالمتحدة حاليا للتخفيف من آثاره، رغم أن "إيرين" اسم مؤنث، وهو ما يثير التساؤل عن سر الربط بين الأسماء المؤنثة والأعاصير والظواهر الطبيعية المدمرة، خاصة إذا ما تذكرنا أسماء مثل "كاترينا" الذي أطلق على إعصار سابق، وكيف يتم اختيار الأسماء وما هي مدلولاتها في هذه الحالة. الأمر شغل الصحفيتين شادية محمود وسارة حازم لتتوليا البحث عن السر، وقد اتضح لهما أن أسماء الأعاصير لها مواصفات وأصبح إصدار قائمة أسماء الأعاصير له معايير في مركز الأعاصيرالأمريكي، فالاسماء يجب أن تكون قصيرة وسهلة النطق ولها ترتيب أبجدي، وتتكون القائمة من 21 اسما وتوضع 6 قوائم ل 6 سنوات ويعاد استخدامها مرة أخرى بمعنى أن الاسم الواحد يتكرر مرة أخرى بعد مرور 6 أعوام. وإذا ما كان الإعصار قويا ومدمرا لدرجة أنه خلف وراءه خسائر فادحة، فإن اسمه يشطب من القائمة مثل إعصار "كاترينا"، الذى خلف وراءه دمارا هائلا ولذا فإنه لن يستخدم بعد ذلك، لان الأعاصير التي يعيشها الإنسان تترك لديه أضرارا نفسية وهذا ما تريد منظمة الأرصاد الجوية تفاديه من أجل ألا يتذكر الأشخاص أهوال الإعصار عند سماعهم هذا الاسم مرة أخرى وبالتالي سيحل محل اسم "كاترينا" اسم جديد في قاعدة بيانات أسماء الأعاصير لاستخدامها مرة أخرى. لم تكن للأعاصير أسماء، بل كانت تسمى حسب التاريخ الذي وقعت فيه (مثل إعصار 1898م، وإعصار 1906م، أو بحسب مكان حدوثه مثل (إعصار ميامي وإعصار هيوسن) أو المنطقة مثل "إعصار غالفستون" و"إعصار ميامي" ولبغض أو حب الناس لرجال الدين والساسة أطلقوا أسماءهم على الأعاصير مثل هرقل وسانت بول وإعصار سانت لويس وإعصار سانتا ماريا). ولأن هذه التسمية كانت تتم بعشوائية قام عالم الأرصاد الإيطالي "كلمنت وراغى" بتسمية الأعاصير بأسماء الناس، واختار أسماء ذات أبعاد متناقضة فأطلقها على سياسيين كان يكرههم ونساء كان يحبهن، بيد أن قوة اليد السياسية استطاعت أن تبعد نفسها عن التسمية وظلت ملتصقة بظهر العنصر النسائي الأضعف، فأضحت سنة متبعة. بعد الحرب العالمية الثانية طورت القوات الأمريكية المسلحة تسمية الأعاصير لمتابعتها ورصدها ولمنع تعدد الأسماء والاختلاف حولها - ولمنع التضارب الحاصل في وسائل الإعلام حينها - قامت إدارة الطقس الفدرالية ووضعت جداول الأسماء حسب الحروف الأبجدية النسائية، الأمر الذي أثار حفيظة المجتمع النسوي الأمريكي، فأخذت حركات تحرير المرأة تطالب إدارة الطقس بخلخلة هذه الأسماء وإعادة صياغتها من جديد ورفض إلصاق الأسماء الأنثوية بالأعاصير المدمرة والعنيفة، والمطالبة بالمساواة مع الرجل في التسمية فاضطرت إدارة الطقس الدولية المسؤولة عن تصنيف الأعاصير إلى إدخال أسماء مذكرة في ثنايا القائمة. ويظن البعض أن أسماء تلك الأعاصير لها مدلول أو معنى لكن الأمر أبسط من ذلك بكثير، فالأسماء نفسها لا تحمل معاني معينة، إلا أنها سهلة النطق وتمنع حدوث أي لبس إذا ما نشأ أكثر من إعصار في آن واحد، وأثبتت الخبرة في مجال الأرصاد الجوية أن الأسماء والتعبيرات القصيرة كوسيلة اتصال بين المئات من مراكز الأرصاد يقلل من إمكانية الوقوع في أخطاء قد يكون لها آثار لا تحمد عواقبها.