أصبحت منطقة العتبة والموسكي خنجرًا في ظهر القاهرة؛ حيث تزايدت عمليات بلطجة البائعين والاعتداء علي الزبائن والمارة؛ الذين يرجع أصولهم إلي عائلات صعيدية من قريتي الطوابية مركز الفتح محافظة أسيوط وقرية بنجا التابعة لمركز طهطا محافظة سوهاج. ويرجع وجود هذه العائلات في هذه المناطق منذ زمن بعيد يعود إلي الملك فاروق بعد بيع أملاك اليهود؛ حيث قامت هذه العائلات بشراء تلك العقارات والمناطق؛ ولعل المنطقة المعروفة بحارة اليهود خير دليل علي ذلك؛ مشاجرات عنيفة تنشب بين القريتين لأتفه الأسباب، عادة ما ينتج عنها العديد من الضحايا؛ وتنافس مستمر علي الأرض الفضاء بالطريق العام والتي يتم تأجيرها بمبالغ كبيرة شهريا ويتربح من ورائها الفتوات. "المشهد" التقت الباعة من هذه العائلات؛ ولعل أشهرها عائلة "أولاد علام " بقرية الطوابية التي أتت إلي القاهرة واشترت العديد من المحال التجارية وسيطرت علي الأراضي الفضاء بشارع الموسكي الأول؛ وشارع الموسكي الثاني وميدان العتبة. وأتت تلك العائلة منذ أيام الملك فاروق؛ واشترت بعض أملاك اليهود؛ ثم جاءت عائلات أخري منها "المقالده ؛ وبيت سلامة؛ والهواري" حيث تنتشر الأخيرة في عدة محافظات منها قناوأسيوط والفيوم". ومن قرية بنجا تعتبر عائلة "العسر" أشهر عائلاتها، وأبناؤها اشتروا أغلب العقارات والمحال بحارة اليهود وشارع الموسكي الثاني؛ كما تنتشر أيضا عائلات أخري بشارع عبد العزيز مثل عائلة "بخيت؛ وعبد الله؛ حيث تسيطر تلك العائلات علي الشارع بأكمله. يقول رمضان عبد الرحمن وشهرته رمضان عصفورة من أبناء عائلة الهواري، إن عائلته تمتلك أكثر من 80 محلا تجاريا والعشرات من الفروشات بالشارع والتي تدر عليهم دخلا كبيرا وهم غالبا ما يقومون بتأجير تلك الفروشات للمغتربين من أبناء قريتهم؛ ويقول إن سعر الفرش الذي تبلغ مساحته مترا مربعا يختلف من مكان إلي مكان آخر علي حسب مدخل الشارع وموقعه؛ وتصل قيمة إيجار المتر في الشارع العام في بعض الأحيان إلي ألف جنيه شهريا؛ ويضيف الشاب أن رجال شرطة قسم الموسكي لا يستطيعون تحرير محاضر إشغال طريق لهم؛ أو أي محاضر أخري حتي لو تم الاعتداء علي الزبائن وذلك بسبب وجود عدد كبير من ضباط الشرطة ورجال القضاء من قريتهم . ويقول :" لو تم القبض علي أي فرد منهم يتم إخراجه في الحال من قسم الشرطة" ؛ويؤكد أن أشهر عائلات الطوابية في العتبة والموسكي هي بيت علام والهواري. ومن البائعين من غير أهالي القرية، يقول بدوي جمعة 30( سنة- حاصل علي بكالوريوس خدمه اجتماعية)، وهو من محافظة المنيا ويقيم بمنشية ناصر انه يبيع الألعاب النارية منذ 2004 ويدفع ايجارا شهريا 900 جنيه لمالك الأرضية كنوع من الإتاوة مقابل البيع؛ ويضيف انه متزوج ولديه 3 أطفال ولم يجد فرصة عمل سوي البيع بالشارع وان تلك الفرشة توفر الحد الادني من قوت يومه شاكيا من دفع تلك الإتاوة الجبرية شهريا وإلا سيطرد من مكانه. و يضيف علي عمران ( 42 سنة- مقيم بالبدرشين ) أنه يعمل بائعا للحافظات الجلدية و قيمة الإيجار اوالاتاوة ترتفع في شهر رمضان 30 جنيها يوميا وذلك لطول فترة المبيع وزيادتها في هذا الشهر؛ ويؤكد انه يعمل في هذه المهنة منذ 15 عاما؛ ويدفع إيجار 1200جنيه لزيادة مساحة الفرش بميدان العتبة ويقوم بشراء المصنوعات الجلدية من منطة بشتيل بإمبابة ؛ ويقوم يوميا بالذهاب والإياب من البدرشين إلي العتبة وان كل ما يكسبه من عمله يدفعه لمالك الأرضية؛ ويطالب الحكومة بالتدخل وإنصاف البائعين المتجولين بوجه عام وبائعي منطقة العتبة والموسكي وتقنين أوضاعهم ودعمهم في مشروعات صغيرة والقضاء علي تلك الظاهرة؛ وعدم إشغال الطريق . أما كريم ابراهيم ( 18 سنة- بائع ملابس في شارع الموسكي الثاني ) فقال إن هناك قلة من الفتوات يتحصلون علي الإتاوات من الشارع والتي تبلغ عشرات الآلاف دون وجه حق؛ ويضيف أن عشرات المشاجرات يوميا بين بائعي قرية بنجا والطوابية؛ حيث يقومون بالاعتداء اليومي علي المارة بالشارع ومحاولة إجبارهم علي الشراء وافتعال المشاكل مع الزبائن والمارة. ورصدت "المشهد " خلال جولتها لسلوك البائعين؛ مشاجرات يومية؛ فسيدة تدعي آمال علي 40 سنة تم الاعتداء عليها من قبل بعض البائعين بالسب والقذف لاختلافها معهم علي سعر بنطلون أرادت شراءه؛ أيضا احمد إبراهيم من شبرا تم الاعتداء عليه بالضرب من قبل بائعين من الطوابية بسبب رفضه شراء تي شرت لارتفاع ثمنه. ووصف باعة بالمنطقة شخصا يدعى ( م. ث ) بأنه الفتوة الأكبر، موضحين أنه يستحوذ علي أكثر من 15 فرشا بمساحة 25 مترابالشارع . وذكروا أنه يفرض إتاوة علي من يبيع بتلك المساحات حيث يتحصل منهم علي اكثر من 25 ألف جنيه شهريا؛ أما في شهر رمضان فقد يصل المبلغ إلي ما يقرب من 30 ألف جنيه؛ وذلك من دون وجه حق باعتباره من كبار الفتوات. ومن أشهر الفتوات ( خ. ف) الذي يستحوذ علي 20 مترا بأماكن مختلفة بميدان العتبة وشارع الموسكي الثاني ويتحصل شهريا علي 28 ألف جنيه من خلال فرض الإتاوات علي البائعين الغرباء من خارج قريته. وعلق مدير الإدارة العامة لمرافق القاهرة اللواء أسامة بدير على هذه الظاهرة بأن تلك المشكلة معقدة وموجودة منذ فترة بعيدة؛ حيث ورث الأبناء تلك المساحات منذ ان كان آباؤهم يعملون بها؛ مشيرا الي أن البيع بالشارع يمثل الدخل الرئيسي لهم ولا يمكنهم ترك الشارع. وقال إنه يوجد بشكل عام 5 ملايين بائع متجول في مصر رزقهم الوحيد يعتمد علي الشارع؛ ولا يمكن الاكتفاء بالحل الأمني، موضحا أن الحل لابد أن يشمل صندوق دعم الشباب وتقنين أوضاع البائعين وقيام محافظة القاهرة بدعمهم بأكشاك صغيرة؛ وكذلك الشؤون الاجتماعية عليها أن تعود إلي دورها في دعم هؤلاء. وأكد ضباط قسم شرطة الموسكي أن شكاوي عديدة ترد الي القسم ضد البائعين وسوء سلوكهم في التعامل مع الزبائن بالطريق العام؛ وأكدوا أن الشرطة اختلفت في التعامل معهم، خاصة بعد الثورة ومع الناس بشكل عام ولا يمكنهم التعامل بقسوة وعنف لإجلائهم من تلك المناطق؛ خصوصا مع تركيز الإعلام علي تصرفات وسلوكيات ضباط الشرطة.