واجه المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة سيلاً عارماً من الاتهامات بسبب تصريحاته الأخيرة خلال حواره الساخن مع صحيفة "ماركا" الإسبانية ضد مدرب المنتخب ديدييه ديشان على خلفية استبعاده من الفريق المشارك في بطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو" 2016. أسماء بارزة المجتمع الفرنسي اعتبرت تصريحات بنزيمة هروباً من المسؤولية، بل أن البعض رأى أن مثل هذه التصريحات قد تدفع بالشباب للانضمام إلى داعش! وكان اللاعب الذي سجل 27 هدفاً في 81 مباراة دولية مع منتخب فرنسا، قد اعتبر أن مدرب المنتخب ديدييه ديشان "رضخ لضغط العنصريين في فرنسا". كما أن نجم برشلونة ويوفنتوس اليسابق ليليان تورام، رأى أن بنزيمة يحاول نزع المسؤولية عنه، لأن عدم استدعائه يعود إلى اتهامه بقضية الشريط الجنسي بشأن زميله السابق في المنتخب ماتيو فالبوينا. وقال تورام الذي يرأس مؤسسة للتعليم ضد العنصرية لراديو "فرانس إنفو":" العنصرية موجودة في المجتمع الفرنسي، كان يمكن لبنزيمة القيام بالكثير، وكان رائعاً أن يحمل شارة القائد في المنتخب، لكن كان يجب أن يكون سلوكه جيداً". وشاركه زميله السابق في المنتخب إيمانويل بوتي هذا الرأي: "اعتقد أنه ثأر صغير من كريم، يحاول تعميق الهوة بينه وبين الرأي العام الفرنسي، أن تكون في المنتخب الفرنسي يعني أنك سفير، يجب تحمل مسؤولية الأخطاء أيضاً، عندما تكرر مشكلاتك القضائية يجب أن تنظر إلى نفسك". كانت قضايا اللاعب المتوج أخيراً بلقب دوري أبطال أوروبا جدلية في السنوات الماضية. بالإضافة إلى فضيحة الشريط الجنسي الاخير، المتهم فيها بنزيمة بالتواطؤ لابتزاز زميله مالياً، والتي استبعد عن المنتخب بسببها، كان بنزيمة في وسط فضيحة جنسية أخرى قبل تبرئته، كما تم الاستماع إليه في مارس في قضية تبييض أموال تستهدف شركة يساهم فيها. بدوره كان رئيس نادي تولون الفرنسي للرغبي مراد بوجلال قد صرح لإذاعة "آر تي ال": "لا أعتقد أنه قاس خطورة تصريحاته، خصوصاً أنها قد تكون إلهاماً لمجندي داعش". وأضاف الجزائري الأصل: "بالنسبة للشبان الفقراء، سيصبح مثالاً لبعض المجندين الذين سيقولون لهم: أنظر، حتى لو كنت الأفضل في رياضتك، مثل بنزيمة، لن تتم دعوتك إلى المنتخب الفرنسي". وتسببت تصريحات بنزيمة بضجة في الوسط السياسي الفرنسي، على غرار وزير الرياضة باتريك كانر الذي وصف ما قاله مهاجم ريال مدريد ب"غير المقبول". أما وزيرة العمل مريم الخمري فرأت: "العنصرية هي المسؤول المثالي... اعتقد أن هذه الجدلية غير عادلة وغير مجيدة". من جهته، قال الداعية الاسلامي السويسري طارق رمضان أن غياب بنزيمة عن الديوك ليس تمييزاً عنصرياً لأن "هناك حالة وحقيقة وأمور منسوبة إليه". بنزيمة البالغ (28 عاماً) الذي استبعد عن المنتخب الفرنسي منذ ديسمبر الماضي بسبب ابتزاز فالبوينا استند في اتهامه لديشان إلى النجاحات الانتخابية التي حققتها مؤخراً حزب الجبهة الوطنية اليمينية. واعتبر بنزيمة أن أصوله الجزائرية لعبت دوراً في استبعاده عن النهائيات كما حال نجم نيس التونسي الاصل حاتم بن عرفة الذي استبعد عن تشكيلة ديشان النهائية رغم المستوى المميز الذي قدمه في الدوري هذا الموسم. وأدلى بنزيمة مؤخراً بتصريحات ساخنة لصحيفة "ماركا" الإسبانية: "لا أعلم إذا كان هذا القرار (استبعاده) مرتبطا بديدييه (ديشان) فقط، لأني اتفق معه بشكل جيد ومع الرئيس أيضاً (رئيس الاتحاد الفرنسي نويل لوجرايت) والجميع". وواصل بنزيمة الذي يواجه احتمال سجنه لخمسة اعوام في حال تبين أنه مذنب في قضية ابتزاز فالبوينا: "حسناً، لقد قالوا أنه من غير الممكن استدعائي إلى المنتخب، لكني لا أفهم هذا الأمر على الصعيد الرياضي، ما زلت بريئاً على الصعيد القانوني وذلك حتى إثبات العكس، يجب عليهم الانتظار حتى يصدر القضاء قراره". وجاء موقف بنزيمة من خيارات ديشان بعدما اتهم الدولي السابق إريك كانتونا مدرب المنتخب الوطني بالعنصرية أيضاً بسبب استبعاده هداف ريال مدريد وبن عرفة. وكما كان متوقعاً، لم يلق تصريح بنزيمة استحسان المسؤولين في فرنسا وعلى رأسهم لو جرايت الذي تضامن مع ديشان واعتبر بأن موقف ديشان في هذه المسألة "لا غبار عليه"، مضيفاً من معسكر المنتخب الفرنسي في النمسا: "أنا أحب كثيرا كريم بنزيمة، ولم أبدل موقفي منه لكنه ذهب بعيداً خلال مقابلته مع صحيفة ماركا الإسبانية كنت أفضل أن يكون أكثر وداً لكني لن أعطي ردي فيما يخص هذه المسألة".