"سد النهضة".. ربما هو كلمة السر، في التعديل الوزاري، الذي طرأ على وزارة الموارد المائية والري، ضمن ثاني تعديل في حكومة "شريف"، ليصبح الدكتور محمد عبدالعاطي وزيرًا للري، بدلاً من الدكتور حسام مغازي، رغم استبعاد محللون تغيير الأخير، كونه مسؤول عن أهم ملف في أمن مصر المائي، وهو السد الإثيوبي. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، كلف المهندس شريف إسماعيل، رسمياً، في 12 سبتمبر 2015، بتشكيل حكومة في موعد أقصاه أسبوع، ولكنه أبقى على "مغازي" من حكومة إبراهيم محلب الثانية، والذي تولى حقيبة الري في 17 يونيو 2014، ضمن حكومة محلب الأولى، خلفاً للدكتور محمد عبدالمطلب. شريف إسماعيل - حسام مغازي شريف إسماعيل - حسام مغازي التوقعات، لم تكن على طريقها الصحيح، خاصةً بعد تسريب بعض الأنباء حول لقاء رئيس الوزراء ببعض القيادات في "الري" وعلى رأسهم الدكتور طارق قطب، نائب وزير الري، والدكتور سامح صقر، رئيس قطاع المياه الجوفية،إلا أنه على ما يبدو كانت هناك معايير أخرى للاختيار، "سد النهضة"، أبرزها. وفقاً لمصادر مسؤولة، فإن تأجيل التوقيع على العقود الفنية للمكاتب الاستشارية بعد عام ونصف العام من المفاوضات الفنية، دون أية مبررات، سوى "انتظار التوافق على موعد بين الدول الثلاث طبقاً لأجندة الوزراء"، كان السبب الرئيسي للإطاحة ب"مغازي" من الري. حسام مغازي - وزير الري السابق حسام مغازي - وزير الري السابق صباح الأربعاء، 23 مارس، أدى محمد عبد العاطي، اليمين الدستورية، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، كوزير جديد للموارد المائية والري، في التشكيل الوزاري الجديد. لحظة تأدية وزير الري الجديد اليمين الدستورية لحظة تأدية وزير الري الجديد اليمين الدستورية ما بين الترحيب والوداع، الترحيب بالدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والرى الجديد، ووداع الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري السابق، يعيش العاملون بوزارة الري، منهم من يعلق آماله في الوزير الجديد لتحقيق مطالبه الخاصة، ومنهم من يشعر بالأسى لفقدان وزير لطالما ارتبطوا به قرابة العامين. حسام مغازي يودع قيادات الري حسام مغازي يودع قيادات الري الوزارة الجديدة، هي السادسة خلال الثمانية سنوات الماضية التي تشهد تغييرًا في وزراء الري، هذا ما دونه الدكتور خالد وصيف المتحدث الرسمي باسم الوزارة ورئيس قطاع المتاحف عبر صفحته الخاصة ب"فيس بوك"، قائلاً: "كلهم أعطى قدر جهده، واخلص لعمله طبقا للظروف والامكانيات المتاحة. وكل واحد احمل له ذكريات اعتز بها". وكشف وصيف، عن مجهودات، مغازي، خلال توليه حقبة الري، قائلاً: "صباح الأربعاء ونحن نودع الدكتور حسام مغازي بعد أن ترك موقعه كوزير للموارد المائية، أقولها مطمئنا أنه بذل جهدا خرافيا لإدارة دفة الوزارة وسط عواصف داخلية وخارجية، كان ربانا قد السفينة بالرغم من معاكسة الرياح، شديد الحب لمصر والوفاء لأهلها البسطاء، ترك فى نفوسنا ذكريات طيبة عن انسان رائع اجتماعيا وانسانيا". خالد وصيف يودع حسام مغازي خالد وصيف يودع حسام مغازي الدكتور محمد عبد العاطي، تم تكليفه بالعمل كرئيس لقطاع شؤون مياه النيل، لعلاقاته القوية بدول حوض النيل، في 29 سبتمر 2011، لمدة عام، ليعود بعدها إلى عمله السابق كرئيس قطاع المشروعات بالبنك الأهلي المصري، رافضاً حينها التعليق على أية قضايا متعلقة بالري. وترددت، داخل أروقة وزارة الري، بعض المعلومات عن "عبدالعاطي"، والتي تكشف أسباب اختياره وزيرًا للري، حيث تربطه علاقات جيدة مع الخبراء الإثيوبيين، كونه تولى رئاسة مكتب التعاون الفني بين دول النيل الشرقى "مصر، والسودان، وإثيوبيا" لعدة سنوات. كما تولى، عبدالعاطي، رئاسة فريق التفاوض على الشروط المرجعية للجنة الثلاثية الدولية الأولى لسد النهضة وتكوين فريق التفاوض المصرى، واختيار الخبراء الدوليين وإنهاء هذه المرحلة بإقرار إثيوبيا والسودان والخبراء الدوليين بعدم اكتمال دراسات سد النهضة، كما وضع استراتيجية التعامل مع قضية سد النهضة والتعامل مع دول حوض النيل، مع انطلاق الإنشاءات الإثيوبية للمشروع عام 2011، وفقاً للموقع الرسمي للوزارة. وبحسب السيرة الذاتية التي نشرها الموقع الرسمي لوزارة الري، فإن الدكتور محمد عبد العاطي، الذي ولد في 27 ديسمبر 1963، وحصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة، عام 1986، والدكتوراة من جامعة عين شمس، عمل كمنسق إقليمي لمشاريع التخطيط النموذجي والإنذار المبكر بالفيضانات بالمكتب الفني الإقليمي لمبادرة حوض النيل "الانترو"، في العاصمة الإثيوبية "أديس أبابا"، وشارك في إنشاء مكتب تمثيل البنك إثيوبيا، وشركة التنمية الزراعية بأديس أبابا. محمد عبدالعاطي - وزير الري الجديد محمد عبدالعاطي - وزير الري الجديد وشهدت وزارة الري، الأربعاء، اجتماعين؛ الأول، أجراه الدكتور حسام مغازي، مع قيادات الوزارة شكرهم فيه على المجهود الذي بذلوه خلال الفترة الماضية والذي تحقق بفضله كثير من الانجازات، مطالبهم ببذل مزيد من الجهد خلال الفترة القادمة، قائلاً: "وزارة الري هي وزارة عريقة وتدار بشكل مؤسسي، وتقوم على أكتاف أبنائها المخلصين". حسام مغازي يجتمع مع قيادات الري قبل رحيله من الري حسام مغازي يجتمع مع قيادات الري قبل رحيله من الري أما الاجتماع الثاني، أجراه الدكتور محمد عبدالعاطي، مع قيادات الوزارة وأعضاء المكتب الفني، للتعرف على القيادات والمهام الموكلة إليهم، قائلاً: الفترة المقبلة ستشهد اهتماما خاصا بالإسراع بمعدلات التنفيذ في كل المشروعات مع متابعة دقيقة لها، وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي والاستمرار في الحملة القومية لإنقاذ النيل، مع تكثيف معدلات إزالة المخالفات. سد النهضة سد النهضة وفي 7 يناير 2016، علق الدكتور محمد عبدالعاطي، على مفاوضات "سد النهضة"، خلال لقاء تليفزيوني، بفضائية مصر الزراعية، قائلاً: "هناك ثقل سياسي أضيف للمفاوضات بعد انضمام وزراء الخارجية للملف، وبالفعل سد النهضة تم إنشاء جزء كبير منه، واستغلال ظروف اضطراب البلاد، لذا فإن التفاوض حالياً هو أفضل الطرق، خاصةً وأن هناك سدود أخرى سيتم تشييدها. تابع: "المفاوضات كانت صعبة"، موضحاً أن وثيقة اتفاق مبادئ سد النهضة، لابد إقرارها من البرلمان في الدول الثلاث. ووفقاً لقائمة خبراته، فإن الوزير الجديد، الذي يعمل حالياً في البنك الدولي، يمتلك الكثير من الخبرات، أبرزها؛ عضويته في العديد من المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بقضايا المياه في العالم.. السؤال؛ هل تكفي هذه الخبرات بل والعلاقات في إدارة أزمة المياه في مصر؟، هل يمتلك الوزير الجديد مهارة المراوغة للتعامل مع أديس أبابا في قضية السد كما تفعل إثيوبيا؟، الأيام وحدها تكشف مهارة الوزير الجديد، خاصةً وأننا على بعد خطوة واحدة من التوقيع على عقود الدراسات مع المكاتب الاستشارية!.
22 شهرًا قضاها مغازي، في مفاوضات سد النهضة، منذ توليه حقيبة الري، فى يونيو 2014.. هل تلجأ مصر إلى الاستعانة بالتجربة الإثيوبية؟، وتقوم بتعيين مغازي مستشار الرئيس للسدود، كما فعلت أديس أبابا، وعينت وزير المياه الإثيوبى السابق، إليماهو تيجنو، مستشارًا للسدود، وأصبح يرافق وزير المياه والطاقة الإثيوبي الجديد، موتوا باداسا، في مفاوضات السد.