نسف تنظيم «داعش» أقدم دير مسيحي في الموصل شمال غرب العراق، وتسويته بالأرض. وأظهرت صور الأقمار الصناعية، التي كُشف عنها اليوم، الأربعاء، عن تدمير كامل لدير «مار لإيليا»، أقدم الأديرة المسيحية العراقية، الذي يعود تاريخه لما قبل 1400 سنة، وما تبقى منه هو آثار قليلة منه بعد تسويته بالأرض. وتقع الموصل تحت سيطرة محكمة لتنظيم «داعش» منذ منتصف يونيو 2014، وتعد معقل التنظيم في العراق، ويرجح وجود أبو بكر البغدادي فيها حيث تم استهدافه أكثر من قبل التحالف الدولي لمكافحة التنظيم منذ بدأ غاراته في سبتمبر 2014. ويقع «مار إيليا» على تلة كبيرة جنوب الموصل، وهو عبارة عن مبنى مساحته 27 ألف قدم مربع مشيد بالحجر والطين، ويبدو مثل القلعة، ويعود تاريخ بنائه إلى العام 590 ميلادية، وصمد أمام عدة تهديدات دمرت أجزاء منه بسبب التوتر المحيط به منذ مئات السنين. وتأتي هذه الخطوات من جانب التنظيم الذي هجّر معتنقي الديانة المسيحية الذين يشكلون أصول القرى الواقعة شمال العراق وفي المنطقة الحدودية مع إقليم كردستان العراق في أكبر هجماته منذ سيطر على الموصل، بينما ارتكب مجازر بحق المسيحيين والإيزيديين في معارك سيطرته على جبل سنجار. ودمر التنظيم متحف الموصل الشهير بمقتنياته التاريخية والأثرية وبينها قطع نادرة، بينما شن هجمات على المدن الأثرية الأخرى في العراق، وأوردت منظمات دولية أن «مار إيليا» أصبح واحدا من قرابة 100 موقع ديني وتاريخي نهبها ودمرها مقاتلو «داعش». ## ## ## ##