"يمين طلاق وسيلفي وكمامة".. والشعب فى انتظار المزيد حفل كوميدي تحت قبة البرلمان
حالة الترقب والاهتمام التي شهدها البرلمان المصري بعد تغيب لأكثر من ثلاثة أعوام، كانت غير مسبوقة من قبل، وبالأخص عقب الانتخابات التي شهدت صعود عددًا من الشخصيات ذات الطلة الفكاهية، حيث توقع العديد من السياسيين أن مجلس النواب سيكون "أضحوكة العالم"، وفي محفل سياسي كما لقبه البعض، بدأت أولي الجلسات الإجرائية الأحد الماضي 10 يناير 2015، بالعديد من المواقف الكوميديا، لدرجة أن البعض أطلق عليه "مسرح الكوميديا"، وباتت القنوات تتصارع على بث الجلسات، لنقل الصورة الحقيقية للشعب.
وتوقع العديد، بأن المجلس سيشهد مواقف فى غاية الفكاهة، من قبل بعض الأعضاء ذات الطلة المضحكة علي رأسهم النائب المشاغب دائمًا توفيق عكاشة، والذى عمل منذ بدء الجلسات الأحد الماضي 10 يناير علي استخدام تعبيراته الفكاهية داخل البرلمان.
وجاءت أولي المواقف الفكاهية، بأن حلف المستشار مرتضى منصور عضو المجلس بالطلاق بأنه لن يقرأ اليمين بالنص المكتوب الذي يجب أن يقوله أعضاء البرلمان في أول جلسة، موضحًا أن اعتراضه سببه رفضه للدستور الذي يعترف بثورة 25 يناير، ولذلك حرّف نص اليمين الذي يقوله الأعضاء.
وغيّر في نص حلف اليمين، فبدلًا من أن يقول "أن أحترم الدستور والقانون"، قال "أن أحترم مواد الدستور"، وقال "مش هحلف.. مش طايق 25 يناير"، ليرد عليه النائب خالد يوسف "عليا الطلاق لتحلف اليمين كامل"، ولكن بطلب من رئيس المجلس آنذاك المستشار بهاء أبو شقة، أعاد منصور حلف اليمين، لكنه قال "أنا هحلف التاني بس الأولاني هو اللي جوايا"، الأمر الذي أثار العديد من السخرية لدى متابعي الجلسة سواء الأعضاء أو الشعب، وأطلقوا حملات على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر، قائلين: "بدأت أضحوكة البرلمان بمرتضي منصور".
وتصدر هاشتاج "الجلسة الأولى" المركز الأول على موقع "تويتر"، ومعه هاشتاج "النائب المحترم" وهاشتاج "رئيس المجلس"، لتتجه جميع الأنظار إلى هذا المجلس، لكن ليس باعتباره الجهة التشريعية التي تتحكم في قوانين الدولة ومستقبلها ومراقبة عمل الحكومة، وإنما باعتباره عرضا مسرحيا مليئا بالمواقف الكوميدية الارتجالية، لدرجة أن البعض تخوف من بث الجلسات بعد ذلك، لأنها ستمثل خطرا على برنامج "مسرح مصر" وستكون منافسا قويا له!.
وتكرارًا لنفس المشهد حول ثورة 25 يناير، كانت في جلسة لتلقي اقتراحات حول تشكيل اللجان، حيث كان النائب أبو المعاطي مصطفى على وشك الدخول في مشادة حادة مع النائب مرتضي، مطالبا إياه باحترام الدستور وديباجته التي تنص على احترام ثورة يناير، ليقف مرتضي غاضب ويطلب الكلمة، ليقابل بعاصفة من الانتقادات والمطالبات بالجلوس وإتاحة الفرصة للنائب أبو المعاطي مصطفى كاملة وعدم إثارة المشكلات، ليستجيب منصور ضاحكا ويجلس وهو يلوح بإشارات التهديد والوعيد.
وفي موقف أخر أثار الضحك والسخرية، كان من حظ النائبة دينا عبد العزيز والتي لقبت ب"موزة البرلمان" أو"سندريلا البرلمان"، حسب النشطاء، فأثناء قسمها اليمين بصوت منخفض، نادي عليها رئيس الجلسة، لترد بتلقائية "أيوه يا أفندم ما أنا أهو!"، وهو ما لاقى الكثير من السخرية، لأن النائبة صوتها رقيق ومنخفض".
نجل النائب المشاكس، أحمد مرتضى، كان له نصيب من السخرية، وهو نائم أثناء الجلسة، وصورة أخرى لوالده وهو يركز في الورقة المكتوب عليها اليمين، وهو ما صنع له "كوميكس" مكتوب فيه "مكتوب أن أحترم الدستور والقانون .. أعملها ازاي دي!"، فيما سخر البعض قائلا: ننوس عين بابي كنت سهران.. نام بدري يا نوغة عشان وراك مدرسة الصبح".
كما طالبت مواقع التواصل بترشيح النائب توفيق عكاشة لرئاسة البرلمان من خلال وضع صورته ودعمه وهو ما اعتبروه استكمالا للمسرحية التي بدأت، حيث طالب البعض بأن يكون هناك تصويت للجمهور مثل برامج المواهب حتى تكون النتيجة في صالح عكاشة الذي يتمنى الكثير وجوده برئاسة البرلمان، كما انتشر كوميكس لعكشة والنائب رئيس نادي الزمالك وابنه وحساسين على أحد مشاهد فيلم "إسماعيل يس في مستشفى المجانين" مكتوب على الكوميكس "وسع من وش العقلاء .. اربط فرمل يا سواق".
ومواصلة للضحك، اضطر الإعلامي المصري توفيق عكاشة وضع لاصق طبي على فمه "كمامة"، داخل إحدى قاعات مجلس النواب، والظهور أمام عدسات المصورين اعتراضاً على عدم منحه الكلمة خلال جلسات المجلس، وكتب على اللاصق "ممنوع من الكلام داخل المجلس وخارجه بأمر الحكومة"، وقال غاضبًا: "عيب، ده أنا كلمت وكيل المجلس بأدب ومن أوائل الناس اللي قدمت على إلقاء كلمة ومايسمحليش في الآخر، هو أنا راجل قليل ولا صغير، ولا أنا هقوم أهرتل"، قائلا: "أقسم بالله ما راجع، أقسم بالله ما هدخل الجلسة دي، عايزني أدخل خليه يرفع الجلسة وأنا أدخل في الجلسة اللي بعدها"، ليثير ضحك المتواجدين أمامة.
وفيما جاءت أبرز المواقف أيضًا لبعض النواب اللذين حرصوا على التقاط صور "سيلفي" لأنفسهم داخل القاعة، الأمر الذى أثار الضحك والسخرية فى آن واحد، ولم يكتف النواب بذلك بل قاموا باستغلال كاميرات التلفزيون التي ترصدهم بإشارة "باي" بأيديهم لمعارفهم عبر الشاشات، ما جعل العديد يسخر من مثل هذه المواقف، واصفين ذلك بأننا أمام "تياترو مصر"، بل أمام مسرحية سياسية.
وفي سياق متصل، كان للنائبات، نصيب من المواقف المثيرة للسخرية، حيث طالب الهامي عجينة عضو بالمجلس والمعروف ب"نائب منع البوس"، النائبات بارتداء ملابس محتشمة وتليق بالبرلمان ، ما أثار غضبهن، متسائلات: وماذا نرتدى نحن ؟، وقالوا: إن الاهتمام بالرقابة والتشريعات أهم من مراقبة ملابس النائبات".
ورد المجلس برئاسة علي عبد العال، علي هذه الفكاهات، بإصدار قرار عدم بث جلسات مجلس النواب على الهواء مباشرة، وإذاعتها مسجلة، قائلا: " بقينا أضحوكة العالم"، فيما قال النواب المؤيدين للقرار:"مش عايزين الناس يتفرجوا على الفضايح اللي بنعملها في بعض".
في هذا الصدد أجمع إعلاميون علي أن ما يحدث "فضائح"، ووصفوه بأنه سيكون "سيركا" و"أضحوكة"، حيث علق الإعلامي وائل الإبراشي عن مشاحنات النواب قائلا: "نحن أمام عرض مسرحي"، موضحًا أن المصريين عبروا عن غضبهم من الجلسة الأولى ب"النكات"، مشيرا إلى أن الوضع كان سيء وحزن لأي مصري.
الكاتب الصحفي، عبد الله السناوي، أكد أن الجلسة الأولى دمرت البرلمان تماما، وأسقطت الاعتبار السياسي، والأخلاقي له.
فيما استنكر رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع، تصرفات الأعضاء، قائلا: "العالم كله كان بيتفرج على الجلسة.. فضحونا منهم لله".
وعلق يوسف الحسيني على الجلسة بقوله: "هذا ليس برلمانا، ولكنه برطمان.. لا كذب".
فيما انتقد المحلل السياسي ياسر الزعاترة الجلسات، واصفًا إياها ب "مسرح تهريج وليس برلمانًا، هل سمعتم عن برلمان كتلته الأكبر "في حب الدولة"؟".
وينتظر الشعب المزيد من المواقف الفكاهية التي اعتاد على مشاهدتها فى بداية الجلسات، حيث تقرر عودة البث مجددًا عقب الهجوم الذى تعرض له المجلس فور إيقاف البث.